لِمَ تستعجلين؟ - عبدالرزاق عبدالواحد

كنتُ أعلَمُ من قبلِ عامْ
منذُ أوَّل يومٍ رأيتُكِ فيهْ
أنَّ دَيناً علينا معاً
سوف يكبرُ في كلِّ عامْ
ولكننا لَنْ نَفيه!
كنتُ ألمحُ هذا الختامْ
فأُحاذِرُ أن أزرَعَ العينَ فيه
وأتى مُسرعاً
ساعديني لكي أتَّقيهْ!
..
أنتِ تدرينَ أنّي نذَرتُ فمي
أنْ يكونَ أخيرَ أختلاجاتهِ رَجْعُ إسمِكْ
ونذَرتُ دمي
أنْ يصيرَ هو الحبرَ في قلَمي
حين أخلو لرسمِكْ
أنتِ تدرينَ ذلك..
وحملتُ شموسي جميعاً
لأُسكِنَها في ظلالِكْ
أنتِ تدرين ذلكْ!
..
لم أدَعْ شمعةً من شموعي
ولا دمعةً من دموعي
ولا هاجساً في ضلوعي
دونَ أن ينحَني في مَرايا جمالِكْ
أنتِ تدرينَ ذلكْ!
..
سنةً وأنا مُستهامٌ عليكِ
سنةً وأنا كلُّ روحي لدَيكِ
كلُّ أخيِلَتي
سكنَتْ مقلتَيكِ
كلُّ أجنِحَتي
هجَرَتْني إليكِ
وانتَبهتُ لنفسي
فإذا كلُّ أشرِعَتي تَختفي
وإذا كلُّ أسْرِجَتي تَنطفي
وإذا بي رويداً
بما ظلَّ من خَيبتي أكتَفي!
..
لِمَ تَستعجلينْ؟
أنا أدري بأنّا سَنَسلكُ دربَين
كلٌّ لصاحبهِ لا يَبينْ!