سرٌّ في الخشب! - عبدالرزاق عبدالواحد

((في أعياد الميلاد، كانت إحدى هداياها إليه تقويماً مذهلاً من مكعبات الخشب، صار أعز عليه من كل ما في مكتبته..!))
...
كلَّ مساءْ
أَضَعْ التَّقويمَ أمامي
أتأمَّلُ في الأرقامِ
وأعيدُ قراءتَها
وكأنَّي أقرأُ فيها
باقي أيّامي..
..
أبصرُ فيها يومَ رأيتُكِ
نظرَتَنا الأولى
دَهشتَنا الأولى
يوم بقيتُ أُحدِّقُ مَذهولاً
هذا الغيمُ الهامي
أعرفُهُ
هاتانِ العينانِ كنَبْعَيْ أنغامِ،
هل أبصرتُهُما في أحلامي؟!
..
وأعاوُدُ تَصفيفَ الأرقامِ
كم يوماً مرَّ على تلكَ الرُّؤيا؟
كم شهراً مِن لحظةِ غيَّرتِ عليَّ الدُّنيا؟!
في أقصرِ من نصفِ العامِ
صرتِ مليكةَ قلبي
ومليكةَ إلهامي
صرتِ هُيامي
وحديثَ غَرامي
..
وأعاودُ ترتيبَ الأرقامِ..
اليومَ خميسْ
الخامسُ والعشرونْ..
..
للزَّمنِ عيونْ..!
مَنْ يدري
قد تعرفُ هذي الأرقامُ مجاهيلَ حياتي
قد تملكُ أن تقرأَ مكنوناتي
ستَظلُّ تدور،
وتَحسِبُ عمري الآتي
وأنا أطويها
وبلا وعيٍ أطوي فيها
باقي سَنواتي..!
..
وأظلُّ أُحدّقُ فيها مشدوهَ العينينْ
لأُرتِّبَها،
لا أدري مِنْ أين!
مِن الآحادِ إلى العشراتِ
من العَشَراتِ إلى الآحادِ
حتى أعثرَ بالخامسِ والعشرينْ..
..
يا قدّيسَ الأعيادِ
خَبِّرْ ياني
أنّي سأُخبِّئُ عنواني
في هذي الأرقامِ
أنشرُها في الليلِ أمامي
وأحدّقُ فيها حتى أغفو
لتظلَّ معي في أحلامي!
..
وسأجعلُ لحظةَ ميلادي
يا قدّيسَ الأعيادِ
سرّاً في هذا الخشبِ ألقاني
لا تعرفُهُ إلاّ ياني!