آخر المطاف - عبدالرزاق عبدالواحد

عُذراً.. حَسِبتُكِ كلَّ الماءِ في شَجَري
وكلَّ ما ظلَّ في عُمري من المَطَرِ

ورحتُ أجمعُ أغصاني، وأعطفُها
عليكِ.. تَمشين رَهواً وهيَ في الأَثَرِ!

حسبتُ حبَّكِ أمواجي، وأشرِعَتي
مَرافئي، وفَناراتي.. ندَى جُزُري

تَنثُّ أصواتُ حورياتِهِ بدَمي
سحراً، فأرجعُ كالمجنونِ من سَفَري

ما مرَّ يومٌ ولم يشهَقْ عليكِ دمي
حتى يُجاوزَ ضَغطي ذُروةَ الخَطَرِ

وأنتِ سيّدتي تبَدينَ لاهيةً
مشغولةً بجميع الناسِ عن خَبَري!

حتى أخالكِ في ما تَعبَثينَ بهِ
كأنَّما تضَحكينَ الآن مِن قَدَري!

تُرى، أكنتُ نَذَرتُ العُمرَ أجمعَهُ
لأغتدي نُكتةً في آخرِ العُمُرِ؟!