يا أنتِ.. يا ملحَ زادي! - عبدالرزاق عبدالواحد

ملأتِ كل حياتي.. كيف أُخْليها؟
وأنتِ، رغمَ ادّعائي كلُّ ما فيها

أقولُ أخلَعُ روحي؟.. كيف أخلَعُها؟
وكيف نفسيَ من نفسي أُبرِّيها؟

وكيف أُخرِجُ قلبي من أضالِعِهِ؟
وكيف أُقصي عيوني عن مآقيها؟

ومَنْ سَيشفعُ لي لو أنّني بيَدي
أطفأتُ نجمةَ روحي في ديَاجيها؟

وعُدتُ لا شيءَ إلا الليل يملؤني
ولا أنيسَ سوى نفسي أُباكيها؟!

ويا أنتِ، يا ملحَ زادي.. يا رفيفَ دمي
يا دفءَ وحشةِ روحي في لياليها

أسْرَتْ ثلاثةَ أعوامٍ بنا سُفُنٌ
تجتازُ رابعَها نَشوى صَواريها

لا ساءَلَتْنا الصَّواري أين وِجْهتُنا
ولا سألنا الصّواري عن مَراسيها!

فما لنا الآن عن بُعدٍ مَرافئُنا
تبكي، وأنهارُنا غرقى شواطيها؟

صرنا نجيءُ وملْءَ العين أسئلةٌ
وملْءَ أرواحنا حزنٌ يُعاصيها

تُرى هو الوقتُ؟؟.. أم أنَّ الرياحَ بنا
جَرَتْ على غيرِ ما نهوى مَجاريها؟!