بعد فوات الأوان - عبدالرزاق عبدالواحد

كان وقتها قد اكتمل نزول الماء الأبيض على عينيه

....

متى ستفهمُ أن تحتاط يا أعمى
حتّى العمى, أنت تدري, بعضُهُ نُعمى!

وأنت تزحف للسَّبعين راسمةً
عليك سودُ الليالي وقعَها رسما

متى ستفهمُ أنَّ العُمَر أوجَعُهُ
أنْ صارَ أرذَلُهُ بعد الغِنى يُتما

وصرتَ تعثرُ.. لا تَدمى مُكابرَةً
لكنْ تسيرُ حطاماً كلُّهُ يَدمى!

***

متى سَتفهمُ أن تحتاطَ يا أعمى
أن تَستريبَ قليلاً قبلَما تُرمى؟

لو... لو تلفَتَّ يوماً.. لو رفعتَ ولو
صراخَ جرحِكَ يوماً عندما تُصمى

لعلَّ سامعَ صوتٍ, بعضُ نخوَتِهِ
أنْ كنتَ يوماً لـهُ في وَهمِهِ وَهما!

وكان يحمي بك الأوهامَ أجمعَها
فصرتَ تحمي ولكنْ صرتَ لا تُحمى!

***

متى ستفهمْ أن تحتاطَ يا أعمى
أنْ لا تقولَ, وأنتَ المُبتلَى: مهما

مهما لماذا؟.. على ماذا؟؟.. وعمرَكَ لم
تُضمَدْ بغير الدِّما أوصالُكَ الكَلمى

نزفتَ ستّين عاماً, لا اقتصدتَ ولا
فكَّرتَ تشربُ ماذا عندما تَظما..!