الرسالة - فيصل اللويش

المرثية الثانية :

لي والدٍ قبره بقى بين الأجفان
بيدّي دفنته وسْط عيني لحاله

وشلون أبنسى والدي والحزن حان
لازلت أنا متعلقٍ في حباله

دامي سجدت لخالق الإنس والجان
ماله شريك أقسم شريكٍ ولا له

فردٍ صمد ماله شريكٍ ولا ثان
هو واحدٍ لا ماسجدت لبداله

محيي الرميم منزلٍ غيث الأمزان
وموّقتٍ شهر رمضان بهلاله

هو من جعل بالأرض مسجد وأوطان
مرغت وجهي بالسجود برماله

جبار قدوسٍ رحيمٍ ورحمن
سبحانه المعبود جلاّ جلاله

يا الله تلهمنا مع الصبر سلوان
بعض البشر يصرخ ويبكي جهاله

لي والدٍ لاجيت ابوصفه إنسان
سمحٍ وسيع بطان ياطول باله

من يوم ما ودع ترك كل الأحزان
بصدورنا ... بصدورنا يا عياله

كن الحزن رجال والصدر ديوان
ضيفٍ ثقيل ونستحي من سؤاله

قلبي قدوعه والتعاليل الأشجان
والشوق جمره والمحاني دلاله

والدمع وشهو الدمع كنه ولا كان
مبطي قضى من كثر فوحة زلاله

معقول من حزنٍ تصافق هالاسنان
كن الحزن بردٍ ذبحني ظلاله

في ذمتي ماعاد تقوى هالابدان
دام بمرابعها ينوخ جماله

جمرٍ لهب لاوالله الحزن بركان
ثار وحرق حتى الحصى في جباله

أسمع ولاأسمع كني إنسان سكران
أثر الحزن طينه وسكر وثماله

صبري رفيقي مثل ماتقول اخوان
لامرني شيٍ قعد وارتكاله

في محنتي هذي تنكرني وخان
بالرغم فيه من القسى والبساله

مالوم مثله أن حط رجله ولابان
موقف دخل كل الحزن من خلاله

مالوم رجالٍ غدى وجهه ألوان
يمنى رجوله تصطفق في شماله

لاشفت وجهه تُقسم وتحلف أيمان
من عقب أبوه الموت قرب وطاله

الموت لك مثل الرساله وبرهان
والشعر الابيض لك من الله رساله

مُرْسِل رسالة ومُرسَلٍ له وعنوان
لا جاء القدر لا ما يرد استحاله

الموت يالانسان والشيب خلان
الموت مثل البحْرْ والشيب جاله

دام العزى بمكسرٍ كل الاوثان
طه شفيع الخلق لاجا مجاله

وينه ووين الناس مع مر الازمان
من مات أعماله بقت راس ماله

وصحتك والله ما تقدر بالأثمان
كل يسوق لصحته من حلاله

حزني دخيلك مابقى شي ماهان
كل ضحكةٍ شدت لغيري رحاله

لي والدٍ قبره بقى بين الاجفان
بيدّي دفنته وسْط عيني لحاله