ياسيدي - فيصل اللويش

إن قلت لك بكاني البعد كذاب
وكذاب أنا لا قلت لك أقدر أنساك

ودعتني ياسيدي وإنقفل باب
واذكر سواليف الضحى واتقهواك

قلبي سجد والبرد فعروقه حراب
ويومه خشع يبكي تقطع به شتاك

يلعن أبوها دمعةٍ بين الأهداب
تحجرت في وسط عيني خطاياك

والقلب صار من الجفا عشب وتراب
والدلو جاب الطين وشلون أبرواك

عقب القراح القلب .. بس طين وأعشاب
شدوا .. نسوا .. هاك السوالف على ماك

شدوا وخلوا لك سواليف وأطناب
شفت الزمن ياخافقي وين وداك

قلبي يبس ياسيدي والنخل شاب
والغيم .. كنك ماخذ الغيم وياك

لولا المراره كان ماهالعسل طاب
ولولا الشخانب يالجبل كيف نرقاك

ولولا العواذل كان ماصارت أقراب
ولولا الزعل ماذقت أنا لذّة رضاك

فينا يبين الشوق لو القمر غاب
وأنت بغيابك وبحضورك فقدناك

دام المسافه ضحكتك .. قلبي ركاب
لااتعب لك الخفاق وان مات يفداك

ياسيدي .. لا اغزل لك دموعي ثياب
يلعن أبوه العمر وشهو بليّاك

ياللي سرقت الخمر من فم الأعناب
وياللي عطيت الشمس للغيبه شفاك

وياللي لبست عيوننا عقد واعجاب
يالعن أبوك ليا تبسّمت محلاك

شفني كما طفلٍ ربى وسط الأجناب
صاحي يهوجس بك ولا نام طرّاك

شفني كما ذيبٍ عوى براس مرقاب
صوته قطع عرق الصحاري وناداك

فتّق صداه ليا عوى قبر ونصاب
ياذيب قطّعت المعاليق وش جاك

حتى الجبل لا من سمعك تعوي ذاب
في ذمتي حتى الشجر حنّ لعواك

ياسيدي والطاوله وأزرق الناب
والخنجر بأول وآخر هداياك

أقسم برب الكون ماعقبك أحباب
وأقسم بأن الشعر لامت أحياك

لا أخلّدك بالشعر في قلبي كتاب
وأكتبك ثم أكتبك وأكتبك وأقراك

ياسيدي لو قلت أببكيك كذاب
ودي ولكن يبّس العين فرقاك