الوطن على ساتر القلب.. وأنتِ في القصيدة.. - عدنان الصائغ

"وتلفّتتْ عيني فمذْ خفيتْ
عني الطلولُ تلفّتَ القلبُ"
- الشريف الرضي -
"يا ريحُ يا ابراً تخيطُ لي الشراعَ - متى أعودُ
إلى العراقِ...؟"
- السياب -
........
انتظرتكِ…
كان مطرُ الرصاصِ يهمي قليلاً، على الشبابيكِ والسواترِ والأشجارِ والقصائدِ.
فقد انقشعتْ غيومُ المعاركِ الأخيرة، وبلعتِ الحربُ "فاليومها" واسترختْ على الأريكةِ بين اليقظةِ والنومِ.
وحملنا حقائبَ ذكرياتنا المثقّبة
ومضينا في قطارات الجنوب، نحو مدننا المترقّبةِ
قلتُ ريثما تصحو ثانيةً من نعاسها المؤقّتِ
عليّ أن أهيّيءَ كلَّ شيءٍ:
خطاي للحدائقِ
وشعركِ للمرايا...
وذاكرتي للنسيانِ...
{وحقائبي للسفرِ..}
انتظرتكِ...
نظرتُ إلى عقاربِ عمري، تشيرُ إلى منتصفِ الحبِّ
وأنتِ... يا واسعةَ العينينِ...
يا أجملَ عينين على الإطلاق
يا انثيالَ أحلامي الخبيئة على نافذةِ اليوم
يا لقلبي
ما الذي تنظرين في غبار ِعيني
غبار الحربِ، والذكريات المنسية، ونثيث الشوارعِ، وآثار خطاكِ القلقةِ على عشبِ القلب، والندى الشحيح
ما الذي تنتظرين في بريدِ الحربِ
كلّ الرسائلِ لمْ تصل، وقلبي أيضاً
ما الذي تنتظرين في قطارِ الجنوبِ
عاد الجنودُ {الممصوصون} من الفاو، محمّلين بأخبار المعارك الضارية، وحناءِ {الدمِ} والتراب.
وعدتُ إليكِ...
غيمةً لزجةً...
محمّلاً بكِ والحربِ
يا أجملَ كلّ ذكرياتي وأقساها
*************