وحشة الأغراب ! - نواف المزيريب

على نفس المكان اللي جمعنا جيت له مرتاب
أسولف : هو تناساني أو إنّه ماتناساني ؟

نفضت غبار ذكرانا وطار من الحمام أسراب
وذكرت الدمعتين اللي ذرفهن يوم لاقاني

سنه .. فيها تعانقنا وغنّا للغرام أحباب
سنه .. فيها تفارقنا وعاف الطرس قيفاني

منعت القلب كم مرّه ولكن الهوى غلّاب
يسوق خْطاي لدروبه إلين الدرب عنّاني

تنصّفت الطريق اللي يودي له شريعة غاب
ألا ليت الطريق اللي خذاني عنه ودّاني

وصلت !! ولا لقيت إلاّ المكان ووحشة الأغراب
وبقايا عطره وحزمة مواجع والأمل فاني

غيابه سيف أبو ليلى على صدري وشلفا ذياب
وخفوقي فرسة الفرقا وصدّه سربة أحزاني

هنا .. بس إقتنعت إن المفارق يربك الأعصاب
مثل ماتربك حروفه إذا ينطق به لساني

هنا .. بس إقتنعت إن الفرح في حسبة الأجناب
هنا .. بس إقتنعت إن الهموم بحسبة إخواني

طموحي مصافح يْديه وشرَهت بكلمتين عْتاب
قبل ما حرّضه طيشه على صدّي ونسياني

كتبت !! وداخلي شوقِ يردّد يا أولى الألباب
بعد ما رد له بوح القصيد ولبّت أوزاني

ينادي فبحّة أشواق القصيد وينده الغيّاب
وسمعت أصدائه بصدري أثاري الشوق ناداني

وصار عيون قرّائي وأحس إن الشعور كتاب
على بيض الورق يرسم بقايا طعون حرماني

دعيت الله يغفر له إذا هو عن ذنوبه تاب
مدام إن قلبي المجني وهو القاتل الجاني

وقفت ... وطاحت دموعي وعطّرت الضمير وطاب
بدال الدمعتين اللي ذرفهن يوم لاقاني