مجاهيم الظنون - نوض سدير

تمعّنت بزمانٍ فيه هالعالم جَبر يقْفون
وَلا به للعيون الجافية عذرٍ وَلا تبرير

بكَت عين السوالف والحقيقة صدرها مطعون
خذاها الزيف واخفاها وراح ابْها مَراح الطير

يموت الصدق وتموت الضماير .. والحزون حزون
كلابٍ تلهث وتنبح وقافلْة البياض تسير

يسُود الحزن في دنياً صحى منْها الفرَح مهيون
ويغيب الأنْس عن عيني وتذبل دمعتي وتحِير

مجاهيم الظنون أدمَت وزادت هالظنون ظنون
وَلا به للجماله شيخ يَرْكي للزمن ويجير

وفي زحمة ذنوب الخلق اشوف الناس شكل ولون
وَلا كنّه بقى بقلوب ذوليك الأوادم خير

أوادم حالها مُبْكي ودنياً حالها مشطون
وكلٍّ يركض بأرض الوسَاع وما التفت للغير

جناح الذلّ والرحمة تكسّر في فضا هالكون
وضاع البِرّ والطِيبة جفاها دلْوَها يا البير

أمورٍ تُودع العاقل يعيش بواقعه مجنون
يموت الورد بيْدَينا ونبكي : لا أبد ما يصير

سلام الله على عُمْرٍ قصير وبالعمل مرهون
وسلام الله على عينٍ تناشد هالخطا تفسير