نخلة على ساحل القطب - معز عمر بخيت

و احتواني السحر منك
و عمني لون البريق
و احتضنتك بين إحساسي
حملتك في يقيني
وردة تنمو على همس الرحيق
يا نجمة الشوق المسافر
في العيون الراحلات
إلى بدايات الطريق
يا دوحة من وارف الزمن الأنيق
يا نسمة هلت بجوفي
أطفأت في داخلي بحر الحريق
يا فرحة سكنت بقلبي
ثم ذابت في العميق
ماذا دهاك و أنت ترحل
في صحارى الصبر
لا زادا ً حملت و لا متاع
هل كنت تدرك أنني
في قارب الأحزان أرحل
خلف موج سافرت في شطه
سفن الضياع ؟
كم غازلت عيناي آفاق النوى
كم سافرت رئتاي في بحر الهوى
و استأثر القلب الملون التياع
هجرا ً من العصب الجريح
في كل بادرة تراءت
في ديار الخوف عذرا ً يستميح
صحو الرياح إذا غفت
في ليلها سحب الوداع
كان إيماني بصبح سوف يأتي من مدار
يفرد الآمال ثوبا ً كالشراع
متصدر عينيك حلم يفتديك بكل نبض
أومأت آهاته فرحاً
سقاه النبع من شفتيك فيضاً سلسبيل
يا روح قدسي عادني
من غيث وعدك بارق
قد أشرقت في صدره سحب الأصيل
عيناك قد حلت وثاقي
قدمتني للدنا وجها ً جريئا ً
مدّد اللحظات من خلف الرحيل
ألغيت حزني و احتراقي
في لحظة بددت خوفي
فازدهى بحر اشتياقي
أعلنت للملأ انعتاقي
في الزمان المستحيل
قد ذاب في كفيك وجعي
ثم أثمر في حقولك
عند شط القطب بستان النخيل
افتحي لي باب صمتك
عل همسك يحتويني لحظة
تلقى عهودا ً في زمان السعد
تحلم بالقليل
يا سدرة الغايات
يا طوق النجاة
و حادي الركب الدليل
افتحي لي لحظة بوابة الإحساس
و احميني بحسنك حين يحتضر السبيل
عيناك في صمتي صهيل
عيناك رونق منتهاي
و صدرك الوطن الجليل
يا وردة مسكونة بالبحر و السفر الطويل
يا لوحة مدهونة بالشوق و العشق الظليل
سطع الصباح بمقلتيك و بوجنتيك
و بوجهك الحلو الجميل.