جدران الملاذ - معز عمر بخيت

يبقى زمان الموت اجمل
فى عيونك يا صبية
و هواك والفرح المؤجل
و الجراحات الندية
يكسون صدر الليل صحوا
شده وهج المواقف
فأستشف المجد فيّا ..
و البحر ينهض لاحتوائك
و الظلال المشرقية
تنساب فى عمق الخواطر
تلتقى فى شارع الايحاء
بالوطن المقدس و المشاوير الشجية
فأعود اخترق الغمامة
استريح على خيوط الضوء
انهض كالضحى
كالنار كالريح العتية
و الليل و الالهام و الشوق المرام
وكل اركان الخلّية ..
يأتوك فى صدر الشعاع حديقة و قصيدة
و جزيرة فى بحر قدرك
تبتغى فجر الهوية
انى رأيتك
و المداخل فى جبين الأرض تنمو
كلما همست مساحيق النضال
واشرقت شمس القضية
لو انهم قادوا اليك البرق
من طرف المدى
للظل فى ركن المدينة
والممرات القصية ..
او انهم حبسوا جنود الحزن
فى جب المواجع بالمتاريس القوية
و استقبلوك على جدار الفتح
و الأمطار تخترق المواسم والفصولا ..
وتدق اجراس المدائن
تعتلى صرح الأماكن
تحتفى بالنصر
تقرعها الطبولا
لهوى َ نخاع الصبر من كل الفقارات
التى لم تلتوى للنار
لم ترضع سوى لهب الشرار
ولم تقف بالحق الا ان تقوله
وكما عرفتك
سوسن الميلاد ينبع من عيونك
يا جنون الحزن يا عطرا تمدد
فوق جدران الملاذ
ولوّن الشرفات بالسحب الخجولة
لم نكتف بالصمت حين الليل
دمدم بالرؤى
و البعد ارهق خاطرى
و دفاتر الأحزان عندى
و المعابر والسهولا
لم نكتف
لكن ويلات المواقف مددت اكتافها
فوق المداخل اغلقت ابوابها
بالشمع واحتضنت بكاء الريح
خلف موائد العصيان وامتطيت
جياد النازحين الى مدارات الزمان
وللنهايات المهولة
يا ايها الآتون من عمق المواجع
تخرجون من القواقع لامتدادات الموانع
و المدامع واحتدامات الشوارع و الحقولا
اواه لو همت سهامك باقتحامى
ذاب لونى و انزوى وجعى
و نامت فى دمائى قصتى
و تفجرت فى العمق نجوى
تسترد رؤى الطفولة
لما اتيتك والمياه الساحلية تنتشى
طربا لأغنية تداعت فى قوارب فرحتى
سلكت دروب البحر و اصطحبت نقاءك
و ابتسامتك التى غطت هموم الأرض
و اختصرت لياليها الطويلة
تاه الفضاء على عوالم وجنتيك
و ايقظت اسماعى الطرقات تأخذنى اليك
على مقاصدك النبيلة
قولى بأنى لم يداخلنى هواك بشاشة
مذ كان لى فى مقلتيك هنيهة
تمتد فى افق الحياة بحيرة
تنساب من كفيك تنضح فى دمائك سلسبيلا
يا ام احساسى الذى لم تستعره
مواقد الميعاد
و الليل المخيم فى حوانيت السهاد
وفى تواريخ البعاد المستطيلة ..
سطع الرجاء بسندسيك
فأغلقت آمالى الأحزان واخترقت
جدار العفو حتى تلتقى بصحائف الاذعان
تقطر من شرايين القبيلة
يا ايها الغليان وعد النار فيك مصدق
فتعال واستقبل شجونك واستتب لله
واحمل انهر الفرح القليلة
ما كان قصد السبق فيك مأملا
لكن وعد القادرين على خيارات البقاء
يلونونك بالأساطير التى
لاذت بشرع الغاب
واحتفظت لوجهك بالسراب
وللهوى بالهمس والمقل الكحيلة
ماذا لعمرى قد دهاك
وانت غيثك والجراح تواعدا
يتلاقيان على خريف الصبر
معذرة لوعد لم يجمع اغنيات الفجر
كى يمضى على نفق الشعيبات الضئيلة
قد عشش الزيف الوسيم
واورثوك الصمت ذلا
لا هوى الوطن الرحيم
ولا توارت فى عيون الناس ذكرى او وسيلة
لا ليس يدفعنى اليك سوى جنونى
ايها المقتول عمدا
اننى ما زلت احمل فى جيوبى قصة
كتبت على ورق الشرافة
فى زمان الموت والخوف الذى
مازلت تخشى ان تزيله ..
اتقول لا
والسيف والبارود والقتلى بأركان الحدود
يجادلونك بالتى هى لا تعود
ولا تجود عليك الا بالسكوت
وبالصعود اليك بالغضب الذى
ويلاه ان تشعل فتيلهْ ..
الليل يسكن فى دهاليز الوعود
وها هى الآلام تخرج من براكين الوجود
ومن زمان ضل فى الدنيا سبيله ..
وانا الذى حملت دوافعه انتماءً
هاجرت اوراقه للغرب
حين الشمس لاذت بالغيوم
وارّقت اضواءها سحب الهموم
وهامة الاشجان والقلق الذى
ما عاد يروى من مدامعه غليله
قل لى بربك انت وعد النار و الاعصار
ام انت الذى ايامه الكبرى
على خرط الدمار
تقاوم الذكرى و انفاس الشرار
و تسقط التاريخ عمدا
ثم تستقبل قتيله ..
و لتسأل ا لأشجان يوما
ان تبقَّى فى دمائى مشعلا
اوحى اليك بأننى ساعى القرائن
و القوانين الوبيلة ..
وعلام كان الماء ينزف داميا
و يدور بالأرض التى
قد ماتت الخيرات فيها
من جفاف الغيث
و السحب التى اهترأت
فأوشكت القوافل ان تضل اليك اودية الدنا
و تتوه تفتقد السبيلا
و انا هنا يا امتى
تستقبل السلوى شكاتى
تحتوينى اذرعى
وسلام وحيى والمواقيت التى
نامت على مطر الدقائق
تستعيد الحق من مطر الرذيلة
الا عيونك يا بلادى لم تخبئ فرحتى
بك والجنون وكلنا
فى غرفة الآمال نعلن
عن مهبات ستغسل حزننا
وتؤكد الاصرار فينا
و الدروب المستحيلة
حتى نجئ وكلنا امل يمجد قدرنا
لنظل نروى من ديارك سعدنا
والأنهر الخضراء والأرض الجليلة
وحياتنا بك وردة بيضاء
تخرج من حقول النور
سنبلة تصفق للعصور
وسندسين من الحبور
و وجه ثورتنا الجميلة .