أبناء برر - أحمد لهبيل

شمس أشرقت بنور، على أرض أهلها كرماء
وحكي الزمان رويت ،عن ألسن وأقلام نبهاء
رجال وحدوا القلوب، زرعوا حب الدين بصفاء
سلموا واستسلموا لوطن ،ورفرفت راية بنجمة خضراء
من إدريس الأول ببدرته ،إلى محمد من درية الشرفاء
فلا تنس يوسف العظيم، مد عمر الإسلام قرونا ببهاء
والابن البار لزياد شهر، سيفه في وجه الأعداء
أوقد النار في الألواح ،يومه بقولة جعلتهم عظماء
وصومعة حسان شامخة ، تحيطها أشبال رفقاء
عابر لرقراق متوهج ،من ضفة لضفة عتقاء
وباني الوداية شهم ،جدرانها لازالت شهماء
على نهر وبحر ناضرة ،وطيور النورس شهداء
***
حرة تربعت عهدها عرشا ،فأحاطت بها الوزراء
ادريسيا ركب البحار فصار ،عالما بالأرض والسماء
وباني السدود حسن، نفحة من نفحات الزهراء
التاريخ يشهد لما ناد ، بالسلم كانت مسيرة خضراء
***
أهل العلم والأدب من هنا، تتباهى بأقلامهم الفحول
وطن أتته نسمات الحرف، من الشرق والغرب ظلال
سوسي ،عياض،وبنيس، زفزاف،خبز حافي والطبال
عذرا لمن لم أذكرهم ،إخواني أحبائي إنكم رجال
***
وبنت القرى نالت،لوحاتها إعجاب الأنظار
وأقدام ذهبية خلدت،في كل الربوع انتصار
أرقام حققت ،وعلم رفرف ،بطل به لنا افتخار
***
ما بقي الناي والعود يتيما ،ولحن الخلود فأين عامر
فما رحلت رائعة كراحلة، ولا غاب جمال القمر الأحمر
فمرسول الحب تغنت محبوبة، السمع للحن والشعر
فنون أحواش وطقطوقة ،حيدوس وصوت البربر
وأجيال تركوا صدى ،غربا جنوبا في كل الأقطار