غريق - أفراح الصالحي

ابحر بالله جيتك شايلٍ حزنٍ عميق
جيت أذكّرك بعهودك والقسم اللي قسمته

جيت لك أحمل عتابي من صديق إلى صديق
لو قدرت أكتمه فيني كان طنّشت وكتمته

يابحر .. مو كنت ليّه صاحب وأغلى عشيق
يوم قالوا عنك خاين قولهم رحت وحملته

كنت أجيك أشكيك لما فيني الدنيا تضيق
ذا جزايه بحت سري لك وفي الآخر علنته؟

بإختصار .. أبغي أقلّك داخل أحشائك (شقيق)
رد لي أغلى الخلايق لي من الدنيا انتزعته

كنت أسامحك ببراءه رغم احساسي بضيق
لما أبني في رمالك قصر وبموجك هدمته

كيف عاد ألحين بقدر أحتمل ؟ لا ما أطيق
كل جرحٍ جاني منّك .. غير ذا .. قمت وغفرته

كان قصده من سفرته يرتشف زهر ورحيق
يتجول في المواني بس ما كمّل رحلته

لين موجك لف جسمه .. مابقاله حتى ريق
ماحسبت حساب ناسه اللي ينتظروا رجعته ؟

ذاك اللي في حياتي كان لي أخ ورفيق
قلّي بس وش تستفيده لما بأحضانك دفنته؟

لي حضر يبهر بنوره كل شيٍ في الفريق
ومن رحل عن هالوجود .. كامل الدنيا بكتّه

فجأةٍ .. مل الحياة .. وصار في شرعك (غريق)
ماتخاف الله ياللي من حضن أهله حرمته؟

كان مثل الطير اللي في الهوا حرٍ طليق
ماعرف إلا السعادة .. ليه في سجنك سجنته؟

ماتحس بلوعة أهله؟ خانقنهم هالشهيق
وين مالدوا بسمعهم .. اسمعوا عالي ضحكته

كل شي يبكي فراقه .. حتى هالبيت العتيق
في زوايا الدار ( ذكرى ) .. للأمل تبقى نظرته

أمه اللي من رحيله في لواهيب وحريق
ولأ ابوه اللي يداري عن وجوه الكل / حسرته

ولأ اخوانه يلمحوا صورته وسط الطريق
تخنق العبره جفنهم .. ليه من الدنيا أخذته؟

ولأ انا اللي أدعي الله .. ليته بس لحظه يفيق
عفت دنياي بغيابه .. ماهو بس ليل وسهرته

اعطني ذرة أمل .. ألقاه .. لو لمعة بريق
اعطني باقي حياتي .. وكل عمري لك رهنته