رمح المسار - ناصر الهاشمي

حسيب الله جفنٍ يطلق الدمعة ويعصرها
الى قلبٍ تلقاها على غفلة وله مشتاق

كأن بموجها الشمعة تخثر دمع عابرها
ظهر لي خثرها دمٍ يخالط نزفها الدفاق

خذت رمح المسار ونزفها الدامي يسيرها
وطاحت بالحنايا واظرمت جوف الظليم حراق

الى من مرني طيفٍ حمو الكبد فاطرها
يقلب ضيجة الخاطر بليله يا عساها فراق

دخيل الدار له حرمه سموًّ في مأثرها
وانا لي شلته بخاطر حمل ما تنقله الاعناق

نسيت العرف يا مضيف وراعي الدار خابرها
لزوم يكرم اللافي ولو راعي الوطن فواق

وانا لا جاتني يمنى على الترحاب اسطرها
ما تحرجني شمال السطو كثر ما تضعف البواق

واذا حسيتها هزلا لظهر السمع امررها
جزيل القول يطربني ترى سبك الجزيلة شاق

ولولا النفس اماره ووخز الطيف جابرها
ما كانت مرت بساحل وحافت ديرة العشاق

وشكوى الود والنجوى على غيري وكابرها
وانا فيني التجلد طبع ولا مد التطبع ساق

وكلما طالت المدة عزوم النفس تجبرها
يحصن لهفتي صبري وامني خاطري التواق

وطاف اليوم يا كبره وجت باكر وناطرها
أرضف للصبر جرعة ظهر ملح الجبين وفاق

واذا ما الوقت اجبرني امر بطيف ذاكرها
حسيبك جفن لا ترمش وخلي دمعتك رقراق