معكِ احتفي بالمواسم - علي ناصر كنانة

أوصدُ باباً لأدلفَ أخرى
يزاحمُني ظلّي
مثخناً بالهواجس.
...
ثمةُ بابٌ مفتوحةٌ على مدياتٍ لا نهائية
تحتضنني بوجعٍ لجوج.
هي تحطُّ
وأنا لا أكفُّ عن التحليق.
*
العنبُ المتدلّي من عناقيد القلق
يبالغُ في التدلّي.
بكفّينِ من فيءٍ دفيئ
أغازلُ عنبَكِ
وأكفُّ عن الخوف.
*
السنابلُ الذهبيةُ المجدولةُ بمسحةِ الغروب
تشاغبُني بنداءات الموسم.
معكِ احتفي بالمواسم
دون أن أستجيبَ لمناجلِ الحصاد.
*
بينَ عوالم أخرى
يشمخُ بيتٌ في عينيكِ:
أسكنُ إليه.
لا أخرجُ منه
ولا أسكنُ فيه.
*
لو أنكِ الحياة بكلِّ عنفوانها
لو أنني ضجيج العنفوان.
...
لو أنك الليل يتقلّبُ على سرير الإنتظارات
لو أنني الحلمُ المتوثبُ عند عتبة الغفوة.
...
لو أنني البحر بجلالهِ
والموجةُ بتمرّدها اللذيذ: أنتِ.
...
لو أنك أصلُ الكلام
لأصبحَ سيدَ القول.
...
لو أنكِ العشبُ
وأنا الندى
أتسرّبُ إليكِ خلسةً
لأعبثَ بالأشياءِ النائمة!
*
من الكلماتِ التي تتكسّرُ على شفتيك
أصنعُ كأساً لكلينا
نحتسي خمرتَهُ كما يفعل الروس!
...
من وقعِ خطواتكِ
تصلُني موسيقى تُعزفُ بعيداً
أعرفُها قبلَ الوقع.
هدياً إلى الخطوات
أذهبُ "بعيداً"
لأستعيدَ الـ"قبل".
...
من ظلّكِ اليسبقُكِ إليّ
أكدّسُ قمحاً لسنواتٍ عجاف،
أفرشُ مائدة العشبِ لطيورٍ تفلتُ من جسدكِ،
مخبِّئاً دهشتي تحت جلبابٍ وقور!
*
بيروت- يوليو 2002