فـوات الأوان - علي ناصر كنانة

يترامى - باغتَني- الصفصافُ الأصفرُ
بين ضفاف الريحِ
المأهولةِ بالمجهولِ
وفاتَ أوانـي.
...
أفردتُ عروضاً مغريةً
وتنازلتُ كثيراً
أن يعتقَني الأصفرُ
من أنيابِ الخوفِ
تجرجرُنـي
نحو صحارى اللا جدوى.
فاتَ أوانـي.
...
يتنـامى الأبيضُ
في الكثِّ الأسودِ أحسبُهُ
ثمراً
لسنين القهرِ الأولى
والعجلى،
والقاسيةِ المحمولةِ في ريح المجهول.
أترّنحُ محتدماً بالضيمِ
من المجهولِ إلى المجهولْ.
مدنٌ تعرفُ بعضي
أعرفُ بعضاً منها
أنشدُ ألفةَ ما لا...
وأدورُ على نفسي
كحصانِ الناعورِ أدورُ
وأسقطُ دونَ حراكٍ في اللاشيء.
فاتَ أوانـي.
...
لا صوت العمياءِ تلَّقفَني
من رمح القاتـلِ..
لا ثمّةَ من يهرعُ نحوي..
...
لا أنحاء!
مدنٌ شهباءُ تـمرُّ سريعاً!
وحفيفُ الأمنِ الزائفِ
يثقبُ جيبَ العابرِْ
في الزمنِ الحاضرِ
والزمن الغابرِْ.
...
جثثٌ تتشوّفُ للدفنِ
بأرضٍ تسمعُ فيها
نائحةً تفرطُ في الإجلالْ.
...
على أرصفةِ الوهمِ
رأيتُ بكاءً يتبعُني !
يا لشقائي !
فاتَ أوانـي.
...
فاتَ أوان التمرِ
وحلَّ شتاءٌ يكذبُ دونَ كلل.
فاتَ أوان الركضِ اللاهثِ
خلفَ خيالِ فتاةٍ يعجبُها الإلحاحْ
وحلَّ زجاجٌ يتمشّى دون مبالاة.
...
فاتَ أوانـي. * بل فاتَ أوانُ أوانـي...
وذا الهوى
- كما ترونهُ - هوى
وكالأوهامِ.. طاحتْ الأماني
إيْ.. هكذا !
أسيـرُ ميّتاً
وميّتاً قبلي.. مضى أوانـي.
*
فبراير 2001