الخطـوةُ... والظـل - علي ناصر كنانة

(1)
أيّةُ خطوةٍ هي الواثقة..؟
بين حيرة المنقّبين عن الرميم في مقابر الرمال،
والإرتعاشةِ المختنقةِ الباحثةِ عن فضاءٍ للتحرر،
والمجهول الطافي على ضبابٍ اسمهُ المستقبل:
ينحسرُ الجواب.
تنحسرُ الخطوة.
لأدَعها تتعاركُ مع زمنها.
هل تتمدّد - إنْ شاءتْ -
في ريح الزمن
وبوح الجغرافيا؟
سأدَعها لفضاءاتها دونَ رقابة.
*
أيُّ ظلٍّ هو الأصدق؟
الصباح المتردد..؟
أم الظهيرةُ المتماثلة..؟
أم الغروب الهارب..؟
أقفُ تحت مصباحٍ عمومي
وأحسبُ أنّ ذا هو ظلّي
وأحسبُهُ الأصدق.
*
تحتَ مصباحٍ عمومي
فـي مساءٍ عمومي
تحلّقُ الروحُ
في فضاءِ خطوتِها المتحررة
وتنضحُ ظلّـها الأصدق.
*
26 أبريل 1999
(2)
يتفّقدُ ظلّ الخطوةِ
منهمكاً في أسئلةِ القدمينِ
منشطراً رغمَ إرادتهِ:
قدمٌ تتشبّثُ ولهى بالماضي
والأخرى حاضرةٌ في روحِ اللحظةِ
والأمواجُ تحاصرهُ.. مركبُهُ
كونٌ محتدمٌ في الذاتْ
مَن صنّفَ تلك الأرَضَ
(مشاع الحلمِ) -
حدوداً وجهاتْ؟
يتساءلُ في الخطوةِ روحُ الظلِّ
ويبحرُ في المجهولات؟
*
عاجلَهُ الظلُّ
وأفردَ بين الخطوةِ والخطوةِ
مختصَر الأزمانِ
وراحَ يرممُّ أسئلةً
ويبني أخرى
ويتركُ بابَ الخطوةِ مشرعةً
والظلَّ مدى.
يكدّسُ في كيس الليلِ
جوابَ الفجرِ
ويواصلُ
بين مدارِ الخطوةِ والظلِّ
إقامتَهُ
وحين يحاصرهُ الفيءُ
يمدِّدُ - منفعلاً قامتَهُ
منفرداً يبحرُ
بين اللغزِ
وأجوبةِ اللغزِ
يدركُ - منتشياً - قمتَهُ.
*
22 يناير 2000