ويـــــوم قـــــديــــم - علي ناصر كنانة

يا ذاك الفجرُ: ديكةٌ تتصايح
وصوتُ مئذنةٍ يخترقُ السكون
إلى أرواحٍ يبسملُ فيها الحزن.
والجنود.
دائماً ثمّة جنود!
يعتصرون اللحظةَ الأخيرةَ
من الزمن الشخصي،
يتـزاحمون على كل شيء
بما في ذلك الموت!
*
يا ذاك الصبح الفيروزي
وأطباق الفطور
وجنّة الأمهات.
ويومٌ آخر
ومجهولٌ آخر
وحيرةٌ أخرى.
*
يا تلك الظهيرة: جنون الشمس..
يقبعُ المتبضّعون في المقاهي
بينما يختلطُ حبرُ المعاملات
بأكفِّ الموظفين المتعرّقة.
ونحن نتململُ تحت كاهل "الجغرافيا"
حيث أستاذ عبد الحسين
يقضمُ الراءَ من "عرفتَ"
وعصراً يتدربى إلى "الكراج"
حاشراً كرشَهُ بين صرر الفلاحين
قافلاً إلى الشطرة.
*
يا ذاك العصر:
يهرعُ الناس من محابسهم
إلى شوارعَ مرشوشةٍ بماء البلدية
إلى مقاهٍ تصدحُ فيها
أغاني الهجر والحنين.
بين أبواق السيارات
واسطوانات المقاهي
يبحثُ كلٌ عن هدوئهِ..
هدوئهِ الجميل.
*
يا ذاك المساء:
تتأرجحُ طاولات الزحلةِ والمستكي
في "نادي الموظفين"
على صوت أم كلثوم وخدر العشب
بينما يختبئُ شعلان السمّاك
وقنينتهُ في الحقول،
يسكنهُ نواحُ الموالاتِ
والشوق
إلى حبيبةٍ لم يقابلها أبداً...
*
1 أكتوبر 1998
يا ذاكَ الزمن الضائع
ضيّعْني فيكَ
لأجـدَ نفسي.
*
17 مايو 2001