يا.. عليكَ السلامْ - علي ناصر كنانة

مطرٌ من سلامْ
مَّنٌ وسلوى
وعشبٌ وقمحٌ
وسربُ حمـامْ.
مطرٌ من سلامْ
أفئدةُ العاشقينَ،
الماكثينَ والراحلينَ،
تتمّمُ فيكَ التمامْ.
سلامٌ عليكَ
يومَ كبوتَ
ويومَ نهضتَ
لِمنْ
- إنْ لم تكنْ أنتَ -
يحلو القيامْ
مهيباً.. على جمراتِ النكوص
ومهيباً إذا طوّحَ السيفُ زندَكَ
ومهيباً بيمناكَ جَرْدُ الحسامْ
مهيباً بكَ الصمتُ
ومهيباً إذا قلتَ قولاً
فأنتَ الكلامُ.. وحاضرةٌ للكلامْ
عليكَ السلامْ..
سيّدُهم..
أنتَ تعرفُ.. هم يعرفونَ..
والناكرُ العلمِ بالشيءِ
جاهلُهم.. لا يُلامْ
عليكَ السلامْ..
يتضرّعُ خلفَكَ
كلُّ الغيارى وأنتَ الإمامْ:
أنْ مطراً من سلامْ
يهطلُ فوقَكَ
حيثُ المروجُ
تقبّلُ صبحَ الندى
ذَهَباً في السنابلِ
صيفُكَ.. لاحَ المدى
والوردُ..
بعضُ شفاهِ البناتِ
أو في الحدائقِ
والقلبُ يهدلُ مثلَ اليمامْ
عليكَ السلامْ..
ضاقتْ بنا الأرضُ.. والنفْسُ..
مَن ماتَ.. ماتَ..
ومَن قامَ.. للتوِّ قامْ
نجتّرُ أعوامَنا
أو هيَ تجتّرُنا
والحياةُ التي
أُهدِرَ العمرُ من أجلِها
ها هيَ الآنَ: موتٌ زؤامْ
كنّا الحكايةَ.. ينقلُها
المعجبونَ
والحاسدونَ – أجملَها
وصرنا
- كما يشتهينا الغزاةُ -
أمثولةً للأنامْ
يا... عليكَ السلامْ..
حتّامَ تترى المصائبُ
تجتاحُنا بالظلامْ؟
ونصرخُ...
ألواحُنا
بالصراخِ المبقّعِ بالنزفِ
تشهدُ
في طبقاتِ الرخامْ
حتّامَ..؟
من ظلمات ِالمقابرِ
نخرجُ..
خلفَ الأكفِّ
تلوّحُ بالحبِ
- أنتَ تقتلُنا -
ونحنُ نقولُ:
فداكَ..
عليكَ السلامْ.
*