النهـايـات - علي ناصر كنانة

(1)
في ثـمالةِ الأقداحِ
أبحث عن صورٍ
كانتْ هنا. أسألُ الجفاف.
يجتاحُـنا الطوفان معاً:
الأقداح والأسئلة وأنا وأطياف الصور.
(2)
كما يفعلُ الغرباء
أندّسُ في زحامِ الأرصفة..
نشداناً لألفـةٍ غائبـة.
الفجأةُ تستبيحُ خطواتـي الوئيدة:
الأرصفةُ تتسرّبُ إلى جسدي
والناسُ.. يتـزاحـمون.
(3)
ذاتَ وهمٍ..
شرعتُ أستعمرُ الثلجَ
لأحرّر الشتاءَ من القسوة.
وحين حلّ الصيف والعراة والبهجة
ما برحتُ منجمداً في قفص الوهم.
(3)
الشرقُ الذي حسبتُهُ تعويذةً
تقينـي من التآكل
ما انفكّ في عجالةٍ يتآكل..
ويغيـب.
ناشدتُـهُ البقاء
فامتعضَ وتلاشى كليّاً.
وحينَ شرّقتُ نحوَهُ
اكتفى بالتحيةِ ولم ينتـظرْ.
(4)
استيقظتُ على صيـاحِ ديكٍ
وصـوتِ أذانٍ
وضجيجِ مارةٍ يسرعون إلى أعمالهم
وأصواتِ مركباتٍ عتيقـة.
هرعتُ لالتقاطِ ملابسي
كي ألحقَ بـهم..
لكنني عند البوابةِ فوجئتُ
بصباحٍ مختلفٍ لا يؤدّي إلى اختلافي.
عدتُ خائباً إلى المنـزل
والديكُ ما انفكَّ يصيحُ،
والآذان،
وضجيج المارةِ يتعالى،
وعوادمُ السيارات تخنقُنـي.
*
19 يونيو 2001
(5)
تـمضي السنوات
وأنا أدفعُ بجسدِ النخلةِ
إلى شوارع الثلج.
لم يكن التنـخّلُ ترفـاً
وليس الثلجُ قسوةَ المعتدي.
تمضي السنوات
والنخلةُ تدف... ادفعُني
خـارج الثلج.
ولكنني مقعدٌ بين دفعين:
لا النخلةُ تعلمُ ولا الثلجُ
أنَّ هذا الرميمَ المفرّغَ من ردود الأفعال
كان تنخّلَ حتى أمسى الثلجُ ترفاً والتنخّلُ قسوة!
(6)
أتـدلّى من غصنٍ يابسٍ
طائراً ميتاً،
لا الغصنُ يتمّسكُ بـي
ولا الأرضُ تبدي كرمَ القبر.
قلتُ للريحِ: خذيني !
لكنها نأتْ بهما:
الغصنِ والأرضِ،
ومهجوراً في فضاء انعدام الوزن
لفَظَـتْني - كما ترون.
*
21 يونيو 2001