لا يعرفُ لغـزَ الوجـدِ سوى الطيـر - علي ناصر كنانة

أطوّقُ عنقَ الماءِ وأبحرُ.. بوصلتي المجهولُ.. ذراعاي تعومانِ.. على شغَفٍ.. مبتهجاً ما بينَ سماءين: حوارٍ يتحررُ من عسفِ الأرضِ.. وحوارِِ الأفكارِِ: طليقاتٍ بينَ يديَّ.. أراجعُ ما يحفلُ رأسي به.. لا خوفَ يصادرُ ظلَّ الحلم.
أقبّلُ عنقَ الماءِ.. وأذوبُ.. يذوبُ.. نذوبُ معاً..
الموجةُ نحنُ والأعماقْ
نوُدعُ ماضي الوهمِ.. الماضي اللا يعرفُ معنى الحلمِ ويجهلُ ما تعني الآفاقْ
ننشدُ لليومِ.. نشيدَ اليومِ.. عشاقُ حياةٍ..
أحرفها نحنُ.. وهي الأوراقْ
جئناها شوقاً.. وشوقاً لا نرحلُ.. فاتنةٌ..
منها.. وبها.. ولها: الأشواق
*
أعجنُ غيماً من ورقٍ تتماهى في يقظتهِ الألوانُ.. لآفلةٌ تلك اللحظةُ في سفر الليلِ.. أدلفُ بابَ الحاضرِ.. لأرحلَ ما شاءَ الترحالُ.. يؤرّقني زمنٌ يهربُ كالماءِ.. ألاحقهُ كالمجنونِ..أنقّبُ عن سحرٍ يجعلهُ منفلتاً في اللامحدودِ.. أصالحُ يوماً يمضي وآخرَ يأتي..
*
من ورقٍ أعجنُ غيماً مكتنـزاً بالماء..
لا يعرفُ لغزَ الوجدِ سوى الطير..
عامرةٌ بالريشِ الأشواقُ..
يحلّقُ بيْ الحلمُ..
أجوبُ ديارَ الأسئلةِ الأخرى..
وأحطُّ على جبلٍ..
أتأّملُ معرفةَ الأنهارِِ
لأقطفَ لغزَ الحكمةِ:
خيطاً أتحكّمُ منهُ بطائرةٍ من ورقٍ
تسبحُ في الريحِ
وتذهبُ بيْ
أبعدَ من خارطةِ اليومْ.
*
أكتوبر 1999