تداعيات جثة - علي ناصر كنانة

بغتةً
من مرايا التأمّلِ:
لوحةٌ تتماهى
على حائطٍ سرمديٍّ
رشقتْني
بحفنةٍ من زجاجْ
وما جسدي
تلّةٌ من رمالْ
وما روحي
أفقُ هيولى...
أراها... كما أراكَ!
تسائلني... وأسائلُها..
تعارضني ... وأعارضُها..
نتصالحُ حيناً
ونتناطحُ حيناً...
وأبادلُها المغفرةْ.
وأشهدُ أنْ هيَ
- في المُلّماتِ -
روحي... ونِعْم!
*
رشقتْني
بحفنةٍ من زجاجْ
لوحةٌ من مرايا التأمّلِ
دثرّتْني ثقوبُ العتبْ...
فهل قتلْتني خطاي...؟
كتلاً من رمادٍ
حاملاً جثتّي
أهرّبها في جيوبي،
والمطاراتُ مذهولةٌ:
لأوطانها - لا سواها -
نزوعُ الجثثْ!
مشاغبةُ جثتّي
تبحثُ في لحظةٍ من عَدمْ
عن روحها الضائعةْ...
عن طلقةٍ - ربّما -
تصوّبُها
نحو حقل الجنونِ
لتندسَّ في ثقبها وتنامْ.
جثتي - أعرفُها -
لا تنامْ ...
تطاردُ آلامها
وتوقدُ ثاراتها
معْ بخورِ المساءاتِ
وتلبسُ أكفانها القرمزيةْ.
*
لوحةٌ
رشقتْني
بحفنةٍ من زجاجٍ
علامَ تعاتُبني ...؟
في دروبٍ مقطّعةٍ
كنتُ أستنشقُ الويلَ :
... ألفُ كأسٍ تحطّمتْ تحت حلقي
وما زال ينهشني ظمأٌ أبديٌ،
... كلما أحتذي جرفَ نهرٍ
أقولُ: سيوصلني...
خاصمَني ... وافترقنا،
... في ليالٍ تناءتْ...
صرّةٌ من أمانٍ مهدّدةٍ... وارتحلتُ...
وصفعتُ الهواجسَ في لحظةٍ واهنةْ،
...شطبتُ قصائدَ ذاك الشباب
وعدتُ حزيناً
لذاتِ التساؤلِ: ابن الشباب...
يا للسنين التي لم تتثاءب!
فهل كنتُ أوهمُني بالمُحال ...؟
- ذا طائري
لا يداهنُ سكينَهُ...
الفضاءاتُ ساحاتُهُ
والحقولْ.
علامَ تعاتُبني ...؟
لو سباها الذي يستبيني
على الطرقاتِ
ويصلبني
على عتباتِ المنافي
لذابتْ عبادةْ!
*
2 مارس 1990