على الكرسى اللى بيظبطه الحلاق - مسعود شومان

إيدى كانت فى وضع إيد
تمثال " الكاتب المصرى "
على الكرسى اللى بيظبطه الحلاق
قدام المرايات
مقدرتش ادارى رعشة شفايفى
وشعر دقنى بيطير على الفوطه
وعلى البلاط
اللى مرسوم عليه دواير
داخله فى بعض
مش فاكر لونها دلوقت
وزى عادتى فى المواقف المصيريه
باقعد احوم حوالين فريستى
وبنسى اللى حواليها
عشان كدا بتفضل حاجات لتبرير الهزيمه
تردنى امواس الحلاقه ورغاوى الصابون
وريحة الكلونيا والشعر اللى متخلط للموت
ماكانت دى اليمامه اللى قصدتها ياصياد
إيه اللى جابك هنا
أكيد هتلاقى إجابات كتير
وها تفضل تختار الإجابه القدريه الوحيده
(نصيب)
وكل واحد بياخد على قد نصيبه
انتبهت
لدموعى السخنه
وهيَّا بتبل الفوطه
وبتربك الحلاق
اللى ماقدرش يسألنى عن سبب بكايا
واكتفى بسؤال :
أخبار الجواز إيه
ولمح فى عينى نظره مكسوره
ودم أدفا من لبن الفرازه
وكإننا إتقابلنا عند بير فاضى
واتخيلنا إننا حا نملاه بدموعنا
وبقلبنا المتعبى
الواحد إزاى قدر يضغط على قلبه
أكتر م اللازم
ويفضى فيه ركن اشبه بالخرابه
ويحط فيه الناس
اكيد بعد مانزِّل الحلاق مسند الكرسى
رحت فى النوم وابتسمت للكوابيس
اللى حكاها لى كل زباين عمى محمود الحلاق
اللى شافونى ساعتها .