جلْسَةُ قَبْلَ الحَرْب - كمال سبتي

جَلَسَ الجَميعُ عَلى الأَريكَةِ مُتْعَبينَ :
الْلَيْلُ وَالأَشْجارُ وَالجُنْدِيُّ وَالقَمَرُ الحَزينُ ،
يَقولُ أَوَّلُهُمْ : تَعِبْتُ مِنَ الظَّلامِ ،
فَتَضْحَكُ الأَشْجارُ مِنْ ضَوْءِ القَمَرْ .
...
لَكَأَنَّما تِلْكَ الأَريكَةُ مِثْلُ تابوتٍ تَفَتَّحَ نِصْفُهُ ،
لَكَأَنَّما كانَ القَمَرْ
يُلْقي عَلى الجُنْدِيِّ نَظْرَتَهُ الأَخيرَةْ
...
وَكَأَنَّما الجُنْدِيُّ جُنْدِيٌّ يَموتُ على الأَريكَةِ
مِثْلُ تِمْثالٍ تَكَسَّرَ نِصْفُهُ ،
وَكَأَنَّما الأَشْجارُ تُخْفي مَأْتَماً
شَهِدَ الجَميعُ :
الْلَيْلُ والأَشْجارُ والجُنْدِيُّ والقَمَرُ الحَزينُ
عَزاءَ جَلْسَتِهِ الأَخيرَةْ .