هدوءُ العاصفة - ليث الصندوق

قبّعاتُ الجنودِ التي ثقبتها الشظايا
منثورة ٌفي موائد قادتِهم ككؤوس الجّعة
ألسماءُ تسافرُ في قاطرات
وقد هشّمتها المطارق
أو هشّمتْ كزجاج النوافذِ أنجمَها
فعُدْ لنغنِّ
وادعُ الملائكة َالهائمين
أنْ يستريحوا بشاطيء أهاتِنا
ويغتسلوا في خمور المَلال بأجفاننا
وبعدئذٍ ليعودوا لأفرشَة ِالثلج ِ
في عالياتِ السماء
* * *
- ألجسور تسافر
حاملة في حقائبها النهر والضفتين
- أغاني المُحبين
مثل البصاق تخرّ على الشفتين
- ألوردُ يبحثُ عن ملجأ في عُرى الثوب
لكنّ ريحَ اليباس تفاجئه
- دماءُ الأضاحي
مع الفجر تقطر عبر صدوع المباني
ذكّروني – إذا ما نسيتُ –
بمحنة مَن في رياح التغرّب يفتقدون حقائبهم
أحشروا تحت ثوبي الغيوم لأبكي
قدماي أنا وتدان
على صخرة القهر مغروزتان
أنا متعبٌ
حتى الهواء يلامس جلدي بسوط
خيالاتيَ الشاردات
عناكبُ ملصوقة ٌفوق عيني بصمغ النعاس
أسافر دوماً
لكنني لا أبارح رجل السرير
بل انّ المدائن تقصدني
وهي محمولة في حقائب سرّاقها
فتلقي على كتفيّ شواطئها
وتخفي بشَعري عماراتها
فتعرقل مشطي
* * *
أسئلتي ليس تفضي
بل هي تقتادني مغمض المقلتين إلى هاوية
أجوبتي ليس تنجي
أجوبتي كالثقوب بطوق النجاة
* * *
رفعنا العصائبَ
لكننا لم نزلْ لا نرى
ولمّا تزلْ خوَذ ُالجُند منثورة ًكالقبور
تُحَوّمُ أرواحُ من قُتلوا باكياتٍ عليها
إذنْ فلنعدْ
طرُقُ المَجد ليستْ بسالكةٍ
بَهُتَ الماسُ ،
فهو قرينُ الحِجارة
.
1992