أنفسُنا التي نتهيّبُها - ليث الصندوق

حولي إذا ما سرتُ أشباحٌ تدور
خلفي
ومن فوقي
وقد تتقدّمُ الأقدارَ قفزاً للأمامْ
حشدٌ ضبابيٌّ
تواريهِ عن الأنظار أعمدة ُالرُّخام
حشدٌ يميلُ إذا أنا ما مِلتُ
وإذا التفتّ
يفرّ مختبئاً بأفواه النيام
* * *
ماذا تقولُ إذا التقينا تلكم الأشباحُ ؟
بل ماذا تُريد ؟
وكلما ناديتها غطسَتْ بقيعان الكلام
وبأيّ أسلحة ستصرعُني ؟
ولِمَ الهروبُ ؟
وكان أجدى أن تُكاشفني
وتسمحُ لي بأنْ – عن وجهها المجدور –
أرفعَ كلّ أقنعة السُّخام
* * *
حيناً أفكّرُ أن أناديها بإسمي
وأبسُمُ
كي تُبادلني السلام
فإذا التقينا
سوفَ أحضنها
وأنبشُ ما تُخبّيءُ تحتَ أكوام العظام
ولسوف أدعوها إلى بيتي
وأقضي الليلَ أرجفُ في الشوارع ِ
وهي تغفو تحت أغطية المنام
* * *
حيناً أفكّرُ أضرمُ النيرانَ في أكمامها
أو أقطع الطرقاتِ دون هروبها
أو أخدعُ الموتَ - الذي
يقفو خطاها – باللثام
لكنّ ذلك ليس ينجيني إذا غضبت
لا قتلها يُنجي
ولا تُنجي صداقتها
ولسوف تظهرُ دائماً
مثلَ الرصاصة ِمن تجاويفِ الزحام