نافذة ، وليلٌ ، وذكريات - ليث الصندوق

خلعتُ أثوابي على الورد الذي
يرجفُ من برودة الأحلام
سهرتُ ليلي
مصغياً إلى أنين الحطب المحروق
أنتظرُ الشمسَ التي
تجمع في سلالها ما حصدَ الزمانُ من بَشَر
أعمدة ُالضياء كالمشانق
والأنجمُ المطفأة ُالعيون ِكالعميان
وفي قطارات الشتاء
عُبّأتْ سحائبٌ سوداءُ في الحقائب
أسامرُ الكلبَ الذي ينبح أحزانَ النجوم
والقمرَ الساقط َعبرَ فتحةِ المدخنة
* * *
أمس ِأنا بكيت
من دون أن أذوق للدموع طعم المر
فجلدتي تقرّنت من كثرة الطعنات
قد هربت وجوهُ أحبابيَ من نافذتي
قوافلاً
قوافلاً من دخان
لم تبقَ في جدران أعماقيَ إلا أطرٌ من دونما صُوَر
أدعو إلى مائدتي النجوم
لكنها تؤثر في البرد على مدفأتي العاصفة
أدعو إلى مائدتي الأشباح
لكنها تنسجَ من مخاوفي
شرنقة َالغسَق
قد هربتْ من غرفتي وجوه أحبابي
وبدّدتْ عاصفة ُالنسيان أصداءَ القبل
لم تبقَ من أمطار ِأحزانيَ في الغرفة غيرُ الغيوم