الغزاة - ليث الصندوق

كانوا هنالك عندما دخلَ الغزاة
تحت الأسرّة ، بالوسائد يكتمونَ عُطاسَهم
تحت البساط
كأنهم دودٌ يُنخّرُ في فريسة
فعلى مناكبهم خيول الغزو
تبصمُ بالحوافر مجدَ فرسان الوباء
يتراجعون كأنَّ في أدبارهم أحداقهم
يثبونَ كالفئران
فوق نفاية الجيش النّهوم
* * *
كانوا هنا
كبقيّةٍ مما تخلفه القوارض من حطام
لم يشهروا ظفراً
ولا غطوا بجفن ٍسَوءَة المغدور
لكنهم من بعد أن عُقِدتْ خراطيمُ المدافع كالحبال
والأرضُ قد بَلعتْ خيولَ الغاصبين
وتناثرتْ ليراتُهم
كحطام بيتٍ من زجاج
خرجوا من الأوحال
مثلَ الدودِ خلفهمو أخاديدُ الهزيمة
عادوا يدقون الطبول ،
وينشدون ( مَدائِحاً ) مثلَ السّباب
عادوا كما خُلقوا عُماة ً
يحفرون بعمرنا ثقباً لديدان العذاب
* * *
هم أهلنا
لكنّ أيديهم لها كمّاشة
وعيونهم أهدابُها أسنانُ منشارٍ حديد
هم ليس غيرَهُم الغزاة
فما لسواهمو صورٌ على مرآة أدمعنا
ندري بأنهمو هنا هُزمُوا
ولمّا يبرحوا طشتَ الغسيل
وبأنهم لم يشهدوا للغزو يوماً
وبأنهم صنعوا من الأوهام جيشاً
دجّجوهُ بخوفِهم
وبأنّ نسراً لم يحوّم فوق سور
وبأنهم هُزموا
بأسيافٍ همو قد صنـّعوها
وبيوتهم لم يخترقها
غيرُ محفار العواصفِ ،
والذبابْ
وبأنهم كانوا أسوداً
تحت لسع السوطِ تنبحُ كالكلاب