نبوءة - ليث الصندوق

رأيت بحلمي المسيح ( عليه السلام )
فلما تيقظتُ
صارتْ أصابعُ كفيْ قناني عطور
لقد طال عهدُ العناء علينا
حتى استحالَ كلانا نبيّاً
بأثوابه الحمر
يمسحُ كان دموعَ الضحى بابتسامة
تبدّد خوفي
وأصبح ثوبي مصابيحَ عافية
فالسماءُ لفرط نقاوتها
أوشكتْ أن تذوبَ على السّائرين
* * *
وكنت عليلاً
فأهلي من سقمي تحت أغطيتي يزحفون
هتفتُ بهم : ان هذا صديقي
أخاديد بصمته فوق صدري لا تمّحي
تخطّى حدود الدهور
ليمنحني للشفاء ابتسامة
* * *
سمعت لهُدبي رنينَ النواقيس
لكنني لم أنم
فالضياء الذي أمطرته مهابته
غسل الطين عن شفتيَّ ،
وقلبي
* * *
غفوت ،
ومرّتْ ـ محمّلة ًبالضباب ـ على مقلتيْ قاطراتُ الزمن
ولكنني لم أزل أتنقل في يَقظتي
حاملاً هالة في الحقيبة
زرعتْ قناني الدواء وحبّاته في حديقة بيتي
وكسّرتُ نافذتي
مستضيفاً غيومَ الشتاء ،
وأنجمَه حول مائدتي
وما عُدتُ أنظرُ خلفي
فسبطانة ُالداءِ لا تنثني
مضيتُ بدربيَ
أوقدُ في طرقات الملائكة الهائمين الشموع
فِراشي حقول
فمِن نتف القطن
يصعد سربُ الفراشات نحو السقوف
لقد كان حلماً
نعم محض حلم
ولكنني لم أزل أتنقـّلُ
بين السماء وبيتي
بقاطرة من أثير