منفاخُ الفقاعات - ليث الصندوق

خارجة ًتَقافز ُالرؤوسُ من أجهزة المذياع
عيونُها محابرٌ
تسكبُ فوقَ كلّ ما تُبصرُ بقعة ًمن الأحبار
تخرج أقدامٌ ، ومن ورائها
تجرّ بالحبال أجسادها
يخرج أعداؤنا
لكنهم قبل دخول غرفة الضيوف
يعلقون الظفرَ والأنيابَ عند الباب
يخرج أصدقاؤنا
بأوجه ساحرة
لكنها أقنعة
* * *
تخرج أفواج من الطبول والأبواق
كأنها القدور ، في نحاسها
يُطبخ من طماطة الكذب حساء الهواء
* * *
يخرج بالنعوش أمواتُ المغنين
وفي أفواههم ألسنة
تفحّ كالصلال
* * *
يخرج قادة ، ومن خوذاتهم
يصّاعدُ الدخان
يخرج مُقتادونَ
في ضحكاتهم
صليلُ قيد ٍحديد
وثائرون نقعوا رؤوسَهم في دورق التيزاب
وكاذبون
ينسجون من لعابهم
أثوابَنا الشفيفة
أولئك الأغرابُ والأصحابُ ليسوا بالضيوف عندنا
بل نحن أضيافهم
فقد تركنا البيت يحرقونه
من أجل أن يدخنوا السيكار
* * *
تصرخ في برودة السلك جموع غاضبة
تصرخ : إن لم ترفعوا أغطية المذياع كي نخرج للهواء
فإننا سنطلق النار على السامعين
* * *
تقفز من أغطية النوم إلى الفرن شعوب حالمة
تطلق من أبواقها أحشاءها
تقرع بالطبول
حتى تقفز العيون من محاجر النائمين
وكل ما يفسد في أحشائها من الأسى
تحيله بنفخة المزمار ألحاناً من العسل
* * *
وعندما تنقطع الكهرباء
ويجمد الظلام في العيون مثل دمعة من قار
ينقطع الحبل الذي تشدّه الجموع
كي تمشي على الهواء
تحتار في الظلمة
كيف تحفظ الكذب الذي يُفسده الضياء ؟
بودّها
لو تطلق النار على أنفسها
أو تطلق النار على المذياع
أو تطلق النار على من يتحدّى الكذب بالإصغاء
أو تطلق النار على الكلّ معاً
موقفة طاحونة اللغاء