خرائط لمدن الأحلام - ليث الصندوق

في كأسيَ الفارغةِ إلا من الأمل
أسكبُك وأشربُكِ
فشفتاك ملعقتا عسل
من أين جئتِ بهذا الرحيق ؟
النحلاتُ عادتْ من الحدائق بالبارود
بعد أن خدعتها الحروبُ
بأنّ النارَ ورودٌ
والمدافعَ أغصان .
قبلك لم أعرف من أنا
عندما اُسأل عن اسمي
أقول للغرباء : أجيبوا
ذات يوم ضعتُ
فطلبتُ من الجدران أن توصلني إلى البيت
أخيراً جئتِ
فصار للفجر عائلة وأصدقاء
صار للكلمة رائحة
وللأغنية عينان
سآخذ الأنهارَ والأرصفة في نزهة
وأتركُ الفوانيسَ المطفأة تنادم السكارى
أين كنتِ قبل اليوم ؟
كل الكنوز التي فتحتها
سبقني إليها اللصوص
الخرائط بحوزتي
لكنني أفتقدُ البوصلة
ألاف الأحلامِ فاجأتني وأنا مستيقظ ٌ
فركضتُ للنهر والنارُ في ثيابي
رئتاي منطادان
يُحلـّقان فوق القاراتِ والمحيطات
أنظرُ إليكِ
كما ينظر الأعمى إلى الشمس
جسدي يرتجف تحت أمطار الأمل
فأنا أوّلُ أعمى يستعيد البصر
بدونما سَحَرةٍ ولا جرّاحين .