حفيفُ الشجر اليابس - ليث الصندوق

كانَ عراقاً آخرَ
غيرَ عراق النخل الطالعِ ِ
معْ ساعاتِ صلاة ِالفجر من الحانات
غيرَ عراق القمر الساكبِ
صحنَ الشهد على الشرفات
كانَ عراقاً بملايين الأبواب المخلوعة
بملايين الأشجار المقلوعةِ
كالأضراس من الغابات
بملايين الأنهار النضّاحةِ
من فرط الطعنات
يستنجدُ بالأقدام المذعورة
يتشبّثُ وسط الطوفان بطوق نجاة
والريح تؤرجحهُ
فينادي : ربّي رحماك
لستُ أرى – من بعد عمايَ –
من الدنيا إلاك
* * *
كان عراقاً
أصغرَ من ثوب مبلول ٍ
يتبخرُ تحتَ المكواة
أنحفَ من قلم ٍفي مبراة
يرجفُ قبلَ نزول ِالثلج
ينزف
كالقمر المشنوق على أعشاب المرج
يبكي كالعنقود بمعصرة الأثمار
كان عراقاً محزوناً
لا تبدو غير أصابعه
تنزفُ من تحت الأحجار