قاطرة الحياة - ليث الصندوق

لا شيءَ يبقى أبداً محتفظاً بلونه
تحت غيوثِ الشمس
بملحِهِ
من بعد أن يُنقعَ في رطوبة الظلال
لا شيءَ يبقى مثلما كان
فلا يصدأ ،
أو يُنال
ألسروُ يغدو حطباً
والوَعلُ في حُنوطِهِ يغمد قرناً خائراً
في جسد كسيح
قاطرة الحياة لا تنتظر النائم في محطة الأمال
صفيرها
يثقب كالبريمة الجبال
بخارها يستقطر الندى من الصفيح
وكلَ من تجتازه يدركها عدواً
فليس في انتظارها من متعبٍ
وليس من ركابها كسيح
قاطرة الحياة تمضي
ومن النوافذ المشرعة
تطلّ دائماً وجوهُ الشباب
أجفانهم تنسل منها سحب الأحلام
فوق المقعد المريح
ودائماً يلوّح الشيوخ بالمناديل على الأرصفة
يا للمناديل التي تهرّأت
من كثرة التلويح