ألحصان - ليث الصندوق

صهيل يجيء لأذني من داخلي
خفيضا ً .. ومبتعدا ً
كلما أنا كذبته
تردّد في داخلي .. وتلاشى
فهل هو حقا ًحصان بصدري ؟
أم اني رسمت بفرشاة وهمي له خلف عيني عينا ً
وكحّلتها بالظنون
وكيف تسلـّلَ ،
مع نغماتِ الأسى ؟
أم غيومِ النعاس ؟
ولكنني لست أنفثُ من منخريّ دخانا ً
وفي الصبح
لست أرى بصماتِ السنابك فوق الوسادة
وإذ أنا أنضو ثيابي عنـّي
فليس سوى أعظم
هي أقرب للشوك منها إلى مهرة أو حصان
واني إزاء الموانع
تطفئ ريحُ القنوط مصابيحَ عيني
فأخفض رأسي
وأزحفُ تحت جبال الفشل
* * *
ولكنني حين أغضبُ
أشعرُ أن قطيعَ خيول
يهشـّم مرآة عيني
وحين اُسَرّ
تمسّدُ عنقٌ حريرية شَعرَ صدري
وحين يُثارُ طموحي
يُقطـّع شيءٌ بصدريَ حبلا ً، ويعدو
* * *
نعم لا يُكذب هذا الصهيل
وليس يُكذب حسّي
فليس غريبا ً
بانّ حصانا ًيعيش بصدري
أليستْ هناك أفاع ٍ
تعشّشُ في أضلع الآخرين ؟
___________
حزيران - 1986