ألصقر - ليث الصندوق

" كان السلاجقة يكتبون على قبور موتاهم باللغة
الأرخونية عبارة " لقد أصبح بازاً أو صقراً"
... ومنذ أن حطّ على كتفيَ ذاك الصقر العجوز
ونفخ الدخان في أنفي
(دخانَ سيكارته)
مذ ذلك اليوم وروحي تستطيب الندى
ومقلتي لم تبرح القمم
وفي شفاهي تغطس الرعود
مثل حديد ساخن في الثلج
* * *
أنا وهذا الصقر العجوز صرنا واحداً
مخلبُهُ شقّ على جلديَ ودياناً من القصدير
وفجّرتْ عيناه في سريرتي قنابل الطموح
ولم أعد أسعى على رجليَ
مذ لصّقّ فوقي ريشه
محرّضاً بي الطائر المذعور أن يطير
* * *
نافذة في غرفتي
مفتوحة دوماً على الرياح والأمطار
فلِمْ تُرى أفتح أبوابيَ للعاصفة ؟
ولِمْ تُرى أفرش – كي تغفو – لها السرير ؟
وهي التي
تهدّ سقف الليل بالمطر
وهي التي تطرد أحلامي من البيت
لكي تسكنه الأشباح
لقد حَملتُ وزرَ ألافٍ من السنين
ولم يزل عظميَ من ليونة
تكسره قساوة القماط
* * *
صديقيَ العجوز
يا صقراً نتّفَ قطنَ الغيوم
ووسّعَ الأعشاشَ كي توكّرَ الزوبعة
وخالطت دمعته الصهيرَ في فوّهة البركان
وكلما شقّ المدى
تطايرتْ من ريشهِ النجوم
أليومَ لم تبقِ لك الأقدار إلا كَتِفي
تلقي عليها صُرّة السَفر
لا تبكِ ، هذا منطق الحياة
من أجل أنْ تنمو البذورُ تُحرَقُ الغابات