الأبواب لا تفتح للغرباء - ليث الصندوق

انهم ينزلون من الطائرات
وملءُ حقائبهم كومةٌ ٌمن سلاسل
انهم يزحفون
وفي الرمل قد خلّفوا بُقعاً من دماء
أثوابهم تتهرّأُ فوق الرصيف
وأعينهم كقدور على النار فيها تفورُ الدموع
لقد رحلوا دونَ اقدامهم
فقد تركوها بأوطانهم
وجاءوا إلى البحرِ يبتردونَ
فزادوا احتراقاً
إنها نزهة ُالغرباء الذينَ اذا ابتسموا
فدخانُ الحرائقِ يصعدُ عبرَ أصابعهم
وفي غمرة السُكر
تغدو الكؤوسُ ذئاباً وتعوي على المنضدة
* * *
أيقضينا من الموت أيتها الذكريات
أرجعينا إلى بيتنا
أجمعينا باحبابنا الميتين على غيمةٍ واحدة
اوشكَ أن يجعل السُوط ُمنا كلاباً
فضحكتنا علقتها العواصف فوق الغصون
وداستُ على ظهرنا عرباتُ القطار
لم نعد نتسمّعُ أصواتنا
فالدموعُ التي قد ذرفنا ضحى
نعود لنشربها في المساء
* * *
معْ هشيم الغصون تطير الخرائطُ ُفي العاصفة
تطير المناديلُ ( مطويةً ًخجلاً فوقَ يَبَسِ البصاق )
تطير الأكفّ كسرب سنونو
فتسقط مثل الجدار على ارؤس ِ الراكعينَ السماء
وتُركزُ مثلَ السهام المناقيرُ في الوحل
فلا تتبقى سوى حدقاتٍ من الطيرِ
مسلوبة ًمن اناشيدها
البيارقُ هرَّأها العصف
لكنها لم تزلْ خافقاتٍ على السارية
وبالرغم من ذُلِّنا
لم نزل نتطلعُ عبرَ ثقوب مناخيرنا للنجوم
* * *
تركنا القرى خلفنا للحريق
بَعُدْناكثيراً
بعدنا
بعدنا
ورغم برودة اعصابنا
لم تزل تتصاعد رائحةُ ُالنار من تحت أثوابنا
___________
شتاء 1998