بيتُ العائلة - ليث الصندوق

بعنا ذات يوم بيتَ العائلة
وتشرّدنا في الأزقة
أصبحَ البيتُ الكبير
ثلاثَ سِلال ٍمن الخوص
إنطفأت مصابيحُ النيون
وأثمارُ النارنج
وحُرمنا من المؤتمر الذي يبدأ دون جدول أعمال
وينتهي دون قرارات حول مائدة الطعام
كانت خسارتنا الكبرى في الذكريات
فقد هاجرت مع أسراب السنونو
وقتلها في غربتها الصيّادون
هربت الكراسي كالعصافير من النوافذ
وتحوّلت الأسرّة
الى مدارج لطائرات الكوابيس
أحد أخواني مات
والأخر خسرَ بيته وأسرَتَه
أما الباقون
فما زالت أصابعُهم تدمى على أقراص الهاتف
بعنا السيارات والاثاث
وأكلنا أيادينا وثيابنا
وسمحنا للقتلة واللصوص
أن يلحسوا صحوننا بألسنتهم القذرة
إلتفتنا الى الوراء متسائلين:
تُرى من نكون ؟
فقد وارى التراب أثار أقدامنا
لا سياجَ
لا شرفة َ
لا مدخنة
حتى مغسلة الحمام
التي حملناها كأطفالنا على الأكتاف
إنتحرت كالأيّل العجوز
حاولنا الرجوعَ إلى الماضي
قفزاً على أنوفنا
لكن الطريقَ لم تعد سالكة
فقد نبشتها المحاريث والجرّافات
أما بيت العائلة الذي تركناهُ على القمّة
ونزلنا إلى القيعان
فما عاد بإمكاننا الصعود إليه من جديد
ما لم تسقط من أجسادنا أطرافنا المشلولة
وتنمو مكانها أطراف من الفولاذ
مُزوّدة ٌبدلَ الأصابع
بخطافات ، ومفكّات ، ومثاقب