مكابدات البلبل الاحدب - ليث فائز الايوبي

دائما حين امضي لمبنى الجريدة
محتشدا بالمخاوف
القي الزجاج المعاكس لي
. . نظرة
وانا مسرع بالدخول
اعدل من هيأتي قبل ان اتقدم
ترمقني بانفعال موظفة استعلامات
مرتبكا شاحبا
اتأبط محفظة الجلد والدفتر المتاكل
عنقي الهزيل
الى الان يحلم ياللضياع
بربطة عنق تناسق لون القميص
ويتمي
تبادرني بازدراء
اجل . .
اية خدمة
اود طلاء جريدتكم بدمي
تتجاهلني
باستخفاف ..
نعم .. ؟!
تتثائب وهي تدير بلا رغبة للتكلم
اقراص هاتفها الارجواني
منكسرا لصق مكتبها
والقصيدة مطوية في يميني
المحرر في ندوة ياعزيزي
اذا كان لا بد ، ضعها اذا شئت يا شاعري
في بريد الجريدة..
اشكرها محرجا باقتضاب
واخرج مندفعا ..
يائسا
محبطا في الطريق
اجوب شوارع باب المعظم
مكتسحا رغبتي في البكاء
اشق زحام السيارات
والعابرين على عجل
...
رامقا هياتي في مرايا المتاجر
ترتد ساخرة من شحوبي وبؤسي
تحاصرني
نظرات الاهانة والخزي
من كل زاوية
اتساءل في قهر
. . .
. . من يضمد جرح القصيدة في القلب
. . من ..
. . . انا اعرف ان المدينة
لا تحتفي بالقصائد
والبسطاء من الناس مثلي
واعرف . .
كم ان هذا الزمان البذيء
بلا رحمة
ايها العالم المتآمر ضدي
وضد القصيدة
كم كان بالود ان اتجول
على ارضفة العالم المستبد
وابحث عن مدن لا تعامل عشاقها
بالعصا والهراوة
عن عالم اخضر
تتجول فيه الطيور بلا عقد
. . . .
عن غابة
تستطيع احتمال شراسة صوتي
وهذا البكاء النبيل
ه