احتضار في غرفة الانعاش - ليث فائز الايوبي
في غرفة الانعاش
                                                                    رقدت في خشوع
                                                                    منتظرا .
                                                                    نهاية المداولة
                                                                    والبت في الموضوع .
                                                                    لمحت وجه امي
                                                                    ترنو لمصل دمي
                                                                    . . مرتبكة خائفة ..
                                                                    . . تصفق الملائكة وفوقها ..
                                                                    يفصلنا
                                                                    .. باب عليه وضعوا.. يافطة
                                                                    ممنوع !
                                                                    ***
                                                                    في غرفة الانعاش
                                                                    في متحف
                                                                    تحيطه الهياكل العظمية
                                                                    ابصرت قرب الباب
                                                                    شرطيا قصيرا
                                                                    ينحني في ادب مصطنع
                                                                    متخذا
                                                                    لميتتي
                                                                    . تحيه !
                                                                    سألته . .
                                                                    يا سيدي
                                                                    هل في وسعه البلبل
                                                                    ان يسد في غنائه فوهة بندقية !
                                                                    في وسعه ان يرفع النقاب
                                                                    عن طنين ما تتركه
                                                                    ...
                                                                    اجنحة الذباب
                                                                    فوق الجثة المرمية ؟
                                                                    فانخرطت تعاستي . .
                                                                    ضاحكة
                                                                    تبكي على اصابعي الثلجية
                                                                    بحرقة تبكي على اصابعي الثلجية
                                                                    لصق سرير فرحتي المصابه
                                                                    بذبحة صدريه !
                                                                    ***
                                                                    في غرفة الانعاش
                                                                    ابصرت من نافذتي العناكب العمياء
                                                                    تمتص دم الشمس ..
                                                                    والمرايا
                                                                    ...
                                                                    ترتد من شحوبها في نظرتي شظايا
                                                                    تبكي على اصابعي
                                                                    ذنوبها
                                                                    تبكي على اسايا
                                                                    تبكي على صبايا !
                                                                    ***
                                                                    في غرفة الانعاش
                                                                    ابصرت طابورا من النمل على قوائم السرير
                                                                    مغتبطا
                                                                    . . يلعق كف شاعر ضرير
                                                                    مكشرا عن نابه
                                                                    يحاول اللحاق بالغنيمة .
                                                                    يلتهم البياض فوق جثتي
                                                                    منفسا عن جوعه المرير
                                                                    مرتكبا في غرفتي جريمة
                                                                    وواصما جبينه
                                                                    بالعار والهزيمة !