نزاعات مرقطة - ليث فائز الايوبي

جنرال من الكونكريت المسلح
يلحس ما تبقى على شفتيه النحاسيتين
من الزهو
منتصبا ..شاهرا يده في الهواء
على نصبه الحجري
يحيي ببزته العسكرية ..محترسا
جيشه الانكشاري
وهو يؤدي مراسم تمجيده
باللباس القصير
وقعقعة الاوسمة .
..............
نظرة مبهمة !
هو يعلم في سره
ان ثمة
مؤامرة في الخفاء ..تدبر
للاستيلاء على حكمه
وهناك انشقاق خفي
تحركه النار تحت الرماد
.....
.. تحاصره رغبة في استعادة
اسماء من فرقته الوظيفة
عن دفئهم
يعتريه الحنين الى نزهة في الشوارع
بين رعيته البسطاء
بلا عربات مصفحة
او تدابير امنية بالغة
..........
مثلما قد يروق له ان يرى بأمتنان
جنود الطوارىء يخترقون الصفوف
بكامل عدتهم وقيافتهم
لحمايته واكتساب رضاه !
***
هكذا دائما
تنتهي المهزلة ...
.. بينما هو منتصب
شاهرا يده في الهواء
على نصبه الحجري
يحيي ببزته العسكرية
محترسا .. جيشه
في مراسم حفل اعادة تنصيبه
يرتمي طاقم الحرس المتقدم
لحظة بدء تراشق نيران
مفرزة الاقتحام السريع عليه .. بأجسادهم
داهسين بأقدامهم عشب اعمارهم
واضعين اكاليل احلامهم تحت بسطاله
مستميتين من اجل ابقاء سطوته
والقضاء على خطر داهم
..............
......... بعدها
سيسود تبادل نار مميت من الجانبين
يميز في هلع وارتباك
تخاطف قامات اعدائه باللباس المرقط
بين ازيز الرصاص الكثيف
وهم يسقطون تباعا
على اوجه ... تتقلص فيها التعابير
يخترقون الرصاص الموجه
من فوهات بنادق فوج الحماية
عبر سطوح البنايات
او ثكنات مموهة
في ثنايا الشرف ...!
................
.............
.. بعدها سيقوم فصيل المغاوير
مندفعا .. بضجيج بساطيلهم وهراواتهم ومعداتهم
بمحاصرة النازحين وتمشيط منطقة
الحادث الانقلابي
في منتهى الحزم
ساعتها
سوف يقطع بث الاغاني
ليعلن ان هناك
انقلابا حدث .