النبع - ماجد البلداوي

جمعت أوراقي، وعدت لنخلة،
مدت ذؤابتها لوجه الماء،
أغرقت الرتاج بطلعها الدفاق،
ثم هتفت ياماء اصطخب،
وانثر بوجه الريح،
أشرعة البقاء،
فالأرض ذات الأرض غرقى،
تسال الصحراء عن ماء،
وذا النبع الجليل،
بفتنة الأشجار
من قطر تصبب،
وجهه الملكوت،
قد رؤاه ماء الروح،
رتل ، ثم أشرق في محياه الضحى ،
والصبح غناه،
*
هو الحب إذا ضج،
هو الطير إذا رتل ،
أو لج،
يسوي القلق الطافح بالصبح هوى،
يخضر من نسمته الصفصاف
والعسجد والصخر،
وهذا القمر الطالع
من شرفة هذا الليل يهتز،
وهذا الجذر يهتز،
فهل يجتزئ النور من النور،
وهل يسجد هذا النخل للكربة؟،
هل تحترق الغابة
من عود ثقاب مهمل؟
أو يرتقي الجذر إلى الأوراق،
ملتفا هو الشاعر
في غصن هواه الغض،
ملتاعا بتلك الأحرف الشماء،
والرؤية،
هو الشاعر يلتف،
وذا العالم يلتف،
ولايعرف كيف ابتدأ الوقت،
هنا قد يسجد الشعر،
ويفضي الشاعر الولهان شكواه