حدثني العارف قال - مالك الواسطي

-1-
يجلسُ عند الحكمة
يتفأ ظلَّ بقايا الظيم
ْ
يتقرى حزن الأيام الراكدة فوق الغيم
ْ
ينسجُ في غربته ،
وطناً للريح ،
يتوارى في لغة العشق
ِِِِ
المبتلة في التسبيح
ْ
يكشفُ أسرارَ المحبوبْ.
-2-
النارُ تبارك من يسكنها
والحبُ يبارك مَنْ يُقْتَلُ في عشق المحبوب
والعشقُ ثيابٌ للهائمِ في جرح المغلوب
والمحبوب
وطنٌ مسلوبْ.
-3-
يخرج من حلقات الحب
ِّ
وحيداً ،
يصغي لبكاء المخمورين
بنشوة صبحٍ ،
تتكئ في ظلمة ليل
ْ
يهمسُ في آذان الماشين
َ
فيوقضُ تاريخا في الهجر ،
تخبئه النشوة منذ سنين
يرقصُ في لوعته
يعرفُ أن المحبوبَ كتابٌ
تسكنه الصحبةُ والأصحابْ.
-4-
يحلفُ بالصبح وضوء الصبح
يباركُ نشوةَ هذا الجرح
يستقرئ آهات الليل
فتفيقُ الدهشة في الترتيل
ويغفو عند العصر ،
قليلاً ،
مبتهجاً بثياب الظهر
وبآلاء الفتنة والتبجيل
يكشفُ أسرارَ المحبوب
لغةٌ ، أنهارٌ
وسهوب
يسكنها قدرٌ مكتوبْ.
-5-
يتسامى في الحبِّ ،
بعزلته ،
فتطارحه الشهوةُ في الكلمات
وتضيقُ اللهفةُ بين يديه
يتدثر بالدنيا مغترباً
يتعرى كالصوت العائم في الطرقات
يكشفُ أسرارَ المحبوب
جسدٌ تنهكه اللوعةُ
يجلسُ كالغربةِ
في وطنٍ مغلوبْ.
-6-
يسكنُ في الشهوةِ
منفرداً ،
يبكي أيام طفولته
يتقصى حدودَ معارفه
يعرفُ في الحكةِ لوعته
يحلمُ في لغةِ الأغراب.
يجلسُ عند العصر ،
وحيداً ،
يكشفُ أسرارَ المحبوبْ
جسدٌ يمشي في غفلته
ريحٌ لا يعرفها الصبحُ
سريرٌ يتحرقُ بين ثناياهُ
قلبُ مغلوبْ.