الا يا راكب الحرف - محمد حسن أبو المحاسن

مجزوء الوافر

الا يا راكب الحرف
الأمون الاجد الجسره

مضت تطوي به الأ
جواز طي التاجر الحبره

فما أكرمه حرّاً
على عيدية حرّه

إذا ما جئت دار الحر
ب من جانبي البصره

فابلغ اسرة المجد
وأكرم بهم اسره

رجال في سبيل الله
خاضوا رهج الغمره

جزى الله المحامين
الذين استبقوا الكرّه

اجابوا داعي الله
وقاموا ساعة العسره

فان الخير مقرون
من النفس بما تكره

احبائي على القورنة
والأهواز والبصره

سقى عهدكم الغيث
وان اشبهتم قطره

اقضي الليل بالتذكا
ر واللوعة والحسرة

وفي القلب من الشو
ق أوار يصطلى حره

فكم حن لكم قلبي
بالآصال والبكره

وما ضمت ضلوعي الوجد
لكن ضمت الجمره

نفرتم وتخلفنا
فكانت لكم الأثره

وما الرافل في الحلة
كالرافل في النثره

وما الناشق للعنبر
كالناشق للغبره

وناضلتم عن الثغر
وقد أمكنت الثغره

وما زلتم اشدّاء
على القلة والكثره

فتحتم وعليكم انزل
الله بها نصره

وحيا الله بالرضوان
تلك الأوجه النضره

جنيتم من ثمار الحرب
حلواً وهي المره

صبوتم لوصال الحو
ر لا الآرام من وجره

فمن نشوان من قانى
دم الأعداء لا الخمره

ومن ابلج وضاح
المحيا مائس الوفره

طروب يلتقى والموت
بالبهجة والبشرة

بلثم السيف يرتاح
كلثم الخد ذي الطره

كأن البندقيات
عليه تنثر الدره

هنيئاً لكم المجد
الذي خلدتم ذكره

هنيئاًٍ لكم يوم
ملكتم دوننا فخره

فقل للانكليزيين
لا انعشت العثره

سفهتم حين عرّضتم
ضواحي النحر للشفره

وسارت علماء الدين
للبصرة بالنصره

وقامت ساسة الشرع
من الأشياخ والعتره

بأقلامهم أضحت
على سمر القنا أمره

فأضحت بهم الهيجاء
دار العلم والهجره

بها يدرس فن الحرب
درساً عن أولي الخبره

نداء السيف ترخيم
لأهل الكيد والغدره

فما يعرب للخصم
بغير الجزم والكسره

وما يرقم الا الضرب
للهامة والغفره