صحو بعد سكر - محمد مهدي الجواهري

أأن عن في جنح الدجى بارق الحمى
طويت على الشوق الفؤاد المتيما

وباتت تعانيها ضلوعك جذوة
تضيئ إذا ما طارق الوجد أظلما

جهدت فلم تملك مع الحب مهجة
بها لم يصح الشوق إلا لتسقما

تود وفيه الحزم لو كانت بالحشا
ضنينا ويأبى الحب الا تكرما

سلوت الهوى فليردد النوم سالب
فجفني لم يخلق لكيلا يهوما

فما أنا من ريم الحمى بمكانه
تهون من قدري لديه ليكرما

ولا أنا ممن يقتفي الجهل كاشفاً
فؤادي مرمى للغواني مرجما

ومالي وسلسال بخد مرقرق
نصيبي منه لوعة تورث الظما

قلى لك يا ظبي الصريم وللهوى
فذاك زمان كان ، ثم تصرما

بمثل الذي راشت لحاظك للحشا
رماني زماني لا عفا الله عنكما

وما فيك يا عرش الشباب مزية
على الشيب الا السير فيك على عمى

سلمت وقد أسلمتني بيد الأسى
كأني إلى الموت اتخذتك سلما

خليلي هل كان السها قبل واجدا ً
خفوق الحشا أم من فؤادي تعلما ؟

وهل بحمام الأيك ما بي من الأسى
شكا فتغني ، واستراب فجمجما

أظنك ما رنمت إلا تجلداً
وإن قال أقوام سلا فترنما

وما ذاك من ظلم الطبيعة أن ترى
شجياً، ولكن كي ترى الحزن مثلما

ولم تبكك الأزهار وجداً وانما
نثرت عليهن الجمان المنظما

فنح ينح القلب المعنى فانما
أقام علينا الليل بالحزن مأتما

وبح لي بأسرار الغرام فرحمة
بأهل الهوى غني مغن ونغما

ولا تحذر الشهب الدراري فلم يدع
لها برح الشهبين قلبا لتعلما

ومنك تعلمت القريض منمنماً
فحق بان أهديك شكري منمنما

فلا تبتئس أن آلمتك حوادث
فأن قصارى الحر ان يتالما

افي كل يوم للحواسد جولة
ارى مقدماً فيها الذي كان محجما

كأن لم أسر من مقولي في كتيبة
ولا حملت كفي اليراع المصمما

ولا كان لي البدر المعلى مسامراً
وان كنت أعلى منه قدراً واكراما