الخطوب - محمد مهدي الجواهري

عَدتني أن أزوركمُ عوادي
فلا تُشَجوا بكتبكُم فؤادي

عجيبٌ ما أرتنيه الليالي
وأعجب منه أن سلم اعتقادي

بأيسر من أذاي ومن شَكاتي
رمى الناسُ " المعرّي " بارتداد

وما في هِمَّتي قِصرٌ ، ولكن
قدحتُ مطالبي فكبا زنادي

سلِ الأيامَ ما أنكرنَ مني
كريمَ الخِيم ، أم شرفَ الوِلاد

أرقُّ من النسيم الغضَّ طبعي
وأحمل ما يشقُّ على الجماد

فيا نفسي على الحسرات قَرّي
فأين مُراد دهركِ من مرادي

ولا ترِدي ماردَ صافيات
إذا ما كان حتماً أن تذادي

أينكر إلفتي حتى صحابي
وتنبو الأرض بي حتى بلادي

ومن عجب تضيعني وذكري
تردّده المحافل والنوادي

أيدري من يردِّدها حساناً
خلاءً من زِحتف أو سناد

تناقَلُها الرُّواة بكلّ فجٍّ
وتُهديها الحواضر للبوادي

بأن الشعرَ تشرب من عيوني
قوافيه ، وتأكل من فؤادي