الخريف في فارس - محمد مهدي الجواهري

يا هائجينَ لخريفِ فارسٍ
ما تصنعونَ لو أتى ربيعُهُ

ورافعينَ طُنُباً تدعَمه
قدودُهم دامَ لكم رفيعه

أبياتُ حُسنٍ ، نُظِّمتْ ، بيُوتُكم
جميعها وحُّكم جميعه

كأنما الجْمالُ شِعرٌ بحرُه
برٌّ وأطنابُكمُ تقطيعه

تشكركُمْ عُيونُ أرباب الهوى
وصاحبُ الاحسانِ من يُشيعه

هذا جمالٌ زانهُ نورُ الفضا
لا كجمالٍ حِفظُه يُضيعه

لله دَرُّ دَرِّه من مُرضِعٍ
كلُّ الثرى ومن به رضيعه

أُفٍّ لخَلْقٍ رشَّةٌ من السَّما
تُشبعه وَمنْعُها يُجيعه

الحيُّ بادٍ عُجْبُه وعندَه
عجيبُ أمرٍ مضحكٍ بديعه

ما الحيُّ يقتادُ القطيعَ للكلا
وإنما يقودُه قطيعه