الساقي - محمد مهدي الجواهري

لا تَعدُكم سُننُ الهوى وفُروضُهُ
فالروضُ يضحك للغمامِ أريضُهُ

ما أبهجَ الزهرَ المرقرقَ في الضحى
يجلو العيونَ شعاعهُ ووميضه

والروض شعَارٌ له من وَردِه
نَفَسٌ ومن سجعِ الطيور قريضه

وكأنَّما جاء الربيعُ رُواقه
بيد الرياحِ متى تشأ – تقويضه

وكأنَّما جاء الربيعُ الى الثرى
بالحسن عن سَمج الشتاء يَعيضه

والكأسُ يجلوها أغنُّ يكاد من
فرْطِ النُعاس يؤدهُ تغميضه

راضت محاسنُه النفوسَ فادركت
ثأراً فهاهي بالكئوس تروضه

لو كنتَ تُبصره رثيتَ له وقد
أعيا عليه من الخُمار نُهوضة

لا تأسَ إنْ غفل النديمُ فلم يُدرِ
كأساً فعند جفونه تَعويضه

إيهٍ نديمي قد جمعتَ لناظري
أمرين كلُّ لا يَبين غموضه

أمواجَ خدّك والتوقّدُ ضدُّها
ومُذابَ خمرِك واللهيبُ نقيضه

طولُ الجمال وعَرضه لك والهوى
وقفٌ عليك طويلُه وعريضه

وقِّعْ كما تهوىَ على وتر الهوى
فلأنت " مَعْبدُ " لحنه و " غريضه "

أما الغرامُ بكم فانّ قصيدَه
وَقْفٌ عليكم بحره وعَروضه