الشاعر - محمد مهدي الجواهري

لا أريدُ " الناي " إني
حاملٌ في الصدرِ نايا

عازفاً آناً فآناً
بالأماني والشَّكايا

ألبلايا أنطَقتْهُ
سامحَ اللهُ البلايا

حافظاً كلَّ الذي
مرَّ عليه كالمرايا

سّيء الحالِ ولكنْ
حَسُنَت منه النَّوايا

حجزَ الهمُّ على
أنفاسِه إلاَّ بقايا

أفلتت في نَبراتٍ
شائعاتٍ في البرايا

ترقصُ الفتيانُ إن
غَنَّيتُ فيه والفتايا

هو وِردي في صباحي
وصَلاتي في مسايا

مُعجِزٌ تهييجُهُ كلَّ
المُغَنّينَ سِوايا

أدركتْ ظاهره النّاَسُ
وأدركتُ الخفايا

رنَّةُ المِعَولِ في الحفرةِ
صوتٌ لِلمنايا

كومةٌ للرملِ أم
جُمجمةٌ طارتْ شظايا

حملَ الناسُ سكوناً
وجَلالاً في الحنايا

شاعراً أدركهُ الموتُ
غريباً في الزوايا

سبرَ الأفق بعينٍ
أدركتْ منه الخبايا

فانبرى يُوحي إلى النَّاس
منَ الأسرارِ آيا

ثمَّ أغفاها وفي النَّفْسِ
ميولٌ ونوايا

قالَ لمَّا لَقَّنوهُ :
أنَا لا أملكُ رايا..

لستُ أدري ما أمامي ..
لستُ أدري ما ورايا

لا أرى مَن شيَّعوني
منكمُ إلاَّ مطايا!

رجعتْ ، إذ لم يجدْ سائقها
للسيرِ غايا

حَزِنَ " الشيخُ " ولكنْ
ضحِكتْ منه الصبَّايا