غازي... - محمد مهدي الجواهري

سهولُ العراق وكثبانُهُ
وروحُ العراقِ وريحانُهُ

ودجلةُ خمراً وشُهداً تسيلُ
وزهوُ الفُراتِ وطُغيانه

وصَفصافهُ وظِلالُ النخيل
على ضَفَّتَيه ورُمانه

تحييكَ جذلانةً طلقةً
وخيرُ الهوى الصِدقِ جذلانه

يحييك جَوٌّ وطيّارةٌ
وبحرٌ ركبت وربانه

تكاد لـ" لندن ِ " شوقاً تطيرُ
لترجعَ بالضيف " بَغدانه "

ولو تستطيعُ نُهُوضاً سَعَت
قُراه اللِطافُ وبُلدانه

يحييك " فخر شباب العراق "
شِيبُ العراق وشُبّانه

قدومُك " غازي " يَزين الأوانَ
وكم قادمٍ زانَه آنه

على حينَ عَجَّت لنأي المليكِ
حُداة البيانِ ورُكبْانه

سلمت فهذا أوانُ القَريض
ويومُ الشُعور ومَيدانه

وما أنا مَن سِيمَ في شعرِه
ولا أنا مَن ضيمَ وجدانه

ولكنه نَفَسٌ طاهرٌ
قديمُ القصائد بُرهانه

"حسين " و" قبرصُه " يعرفانِ
و " عبد الاله " و "عَمّانه "

مَن الشاعرُ المستثيرُ الشجونَ
اذا هزَّت الصدرَ أشجانه

اذا ما " دواويننا " نُشِّرت
فكلٌّ وما ضَمَّ " ديوانه "

فديتُك خَلِّ الأسى راقداً
فقد يَقتُلُ المرءَ يَقظانه

ولا تَستَثرْ شاعراً إنه
مَخوفٌ إذا جاشَ بُركانه

فلو كلُّ ما الحرُّ يدري ، يقول ،
لضاقَتْ على الحرِّ أوطانه

لقد فَقَدَ العُرْبُ حريةٍ
كما الروحُ خلاّه جُثمانه

زمانُ الوفود مضَى وانقضَى
وما قال كِسرى ونُعمانه

وإذ سيِّدُ العَرَبِ الأولينَ
يتمِّمُ بالسيف نُقصانه

وهذا زمانٌ يُلينُ اللسانَ
على وَغَر القلبِ إنسانه

اريدُ سرورَك والقلبُ فيه
ما لا يَسُّرك إعلانه

مليكٌ وتكفيهِ أتعابهُ
وشَعبٌ وتكفيه أحزانه

فحدِّثْ فقد أذنِنت بالسَماع
لحلو حديثِك آذانه

عن العلم في الغرب ِ ما بالهُ
وعن رجلِ الغرب ما شأنه

وهل في الشدائد أحقادهُ
تُعينُ عليه وأضعانه

وهل للدسيسةِ بين الصفوف
تَلاقَت .. تُسخِّرُ أديانه

تباهي بمثلِك أكفاؤهُ
ولاةُ العهودِ و" أقرانه"

وحسبُك مُنطلقاً منشأً
نشأتَ وضمَّتْكَ أحضانه

رعايهُ جدّك نثور النَّبي
وبيتُ الالهِ وأركانه

ولا خيرَ في المُلك ما لم يُشَدْ
على أُسُسِ العلمِ بُنيانه